ما أن انحسرت السيول التي نجمت عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة خلال الأيام القليلة الماضية حتى تحولت مسطحاتها الترابية إلى ساحات من الخضرة الجميلة، بعد أن زهت أعشابها وصارت الأراضي الفضاء الفارغة فيها بمثابة حدائق أغرت أهالي المدينة بالخروج إليها والتنزه فيها، مستفيدين كذلك من اعتدال الحرارة ولطف الطقس الذي تشهده المدينة هذه الأيام.

توثيق إلكتروني

ظهر حي الحرازات في جدة بمظهر جميل للغاية، وأضحت معظم الأراضي الفضاء خضراء بعد هطول الأمطار، ووثقت الصور التي نشرها مرتادو مواقع التواصل الاجتماعي اخضرار عدد من المناطق، ونقلوا صورها مثل لوحات مرسومة لمناظر طبيعية جميلة للتلال القريبة من الحي.

ورصدت كثير من الصور توافد أعداد لا بأس بها من المتنزهين على الحي للاستمتاع بالمناظر الجميلة التي خلفها موسم أمطار حافل شهدته معظم مناطق المملكة خلال الأيام الماضية.

وظهرت كثير من الأحياء مخضرة بمناظر بديعة على التلال المطلة عليها، وغطت المسطحات الخضراء مساحات شاسعة من المنطقة الواقعة بين محافظة الليث ومركز غميقة.

وظهرت الكثبان الرملية القاحلة الواقعة على جنبات طريق، الليث - غميقة مكتسية بالخضرة، في مشهد عكس جمال الطبيعة التي جمعت بين روعة مشهد الأرض وجمال الإبل التي ترتع وتهيم في المنطقة وسط المسطحات الخضراء.

أمطار غزيرة

كانت أعلى كمية أمطار قد هطلت وفقا لمحطات الرصد التابعة للمركز الوطني للأرصاد على جنوب المحافظة، وبلغت 179.7 ميلليمترا.

وتعد هذه الحالة الماطرة هي الأعلى في تاريخ جدة منذ عام 2009 والتي بلغت حينها 111 ميلليمترا.

وأدت الأمطار التي هطلت أخيرا إلى وفاة شخصين، وإغلاق عدد من المدارس والجامعات بعد أن أعلنت إدارة التعليم تأجيل اختبارات في جميع المدارس الحكومية والأهلية والعالمية، وترحيل مواعيدها إلى الأسبوع الأول من الفصل الدراسي المقبل، إضافة إلى تأخير إقلاع بعض الرحلات الجوية من مطار الملك عبدالعزيز بجدة.

حالة عامة

لم يقتصر التأثر بالأمطار، ولا الأجواء التي أعقبتها على جدة وحدها، ففي مكة المكرمة التي شهدت حالة مطرية غزيرة أيضا، وتزامنا مع الأجواء والأمطار، هيأت أمانة العاصمة المقدسة 280 حديقة عامة بمساحات مختلفة، منتشرة في مختلف الأحياء لاستقبال الزوار، وضمت تلك الحدائق عددا كبيرا من ألعاب الأطفال.

وتبذل أمانة العاصمة المقدسة جهودا كبيرة في مجال صيانة ونظافة الحدائق والمسطحات الخضراء.

وتهدف الأمانة إلى إيجاد وتوفير مزيد من الأماكن المناسبة والمهيأة للمواطنين والمقيمين، مع توفير الخدمات الضرورية بها، وإعداد الجلسات وتهيئة دورات المياه، وألعاب الأطفال والملاعب المتنوعة، وذلك لتوفير مساحات ومواقع خضراء للذين يرغبون في قضاء ساعات ممتعة، حيث تشهد العاصمة المقدسة هذه الأيام أجواء ماطرة تجذب الأهالي للخروج والتنزه، ودعم تلك الحدائق بكل الخدمات.