في وقت تتسابق فيه الشركات الاستثمارية في المدينة المنورة على إنشاء مشاريع الضيافة والفندقة بالمدينة بحلول 2030، وتحقيق زيادة هائلة في عدد الغرف الفندقية والوحدات السكنية، عملت كلية السياحة والفندقة في المدينة المنورة على دراسة لمواكبة التطور الحاصل في هذا الجانب، من خلال زيادة مقاعد الدراسة في الكلية، وزيادة نسبة القبول، إضافة إلى افتتاح عدد من التخصصات التي تتناسب مع سوق العمل في هذا القطاع، مع اعتماد أكثر من 13 برنامجا لخدمة المجتمع يتواكب مع هذا التطور.

فرص وظيفية

أعلنت الشركات الكبرى مثل «رؤى المدينة» و«مدينة المعرفة الاقتصادية» في المدينة عن إمكانية توفير أكثر من 80 ألف غرفة فندقية ووحدة سكنية يجري العمل عليها حاليا في المواقع شرق المسجد النبوي، حيث أعلنت شركة «رؤى المدينة» عن توفر 43 ألف غرفة فندقية بحلول 2030، وتخلق هذه المشاريع أكثر من 93 ألف وظيفة للشباب والفتيات مباشرة وغير مباشرة، بينما كانت مشاريع مدينة المعرفة تشير إلى توفير أكثر من 30 ألف وحدة سكنية خلال السنوات المقبلة، وينعكس هذا أيضا على توفير عدد من الفرص الوظيفية.

مواكبة الاحتياج

في وقت يستعرض القطاع الاستثماري حجم الزيادة الهائلة في الوحدات السكنية والفندقية، تعمل كلية السياحة على مواكبة ذلك من خلال استحداث برامج وتطوير المباني لرفع الطاقة الاستيعابية لتوفير العدد المتوقع احتياجه بسوق الضيافة خلال الفترة المقبلة.

وأوضح عميد كلية السياحة والفندقة بالمدينة المنورة أحمد بن محمد عسيري لـ«الوطن» أن قطاع السياحة والضيافة من أهم المحاور التي تركز عليها رؤية المملكة، ويركز عليها السوق العالمي في الفترتين الحالية والمقبلة، ومن أهم مصادر الدخل للدولة وللفرد، وقال «تلاحظون وتشاهدون تعدد المشاريع التنموية في هذا المجال على مستوى الدولة وعلى مستوى منطقة المدينة المنورة، ومن أهم مقومات السياحة في بلدنا تنوع طبيعتها الجغرافية وثقافتنا وتقاليدنا وتراثنا الوطني والتي تخلق نوعا من الفرص للسياحة والاستثمار، وكذلك شرف خدمة الحرمين الشريفين في هذه البقعة المباركة، والذي يدفعنا إلى تقديم كل ما يحتاجه زوار الحرمين الشريفين، وهذا يخلق لدينا فرصا رائعة للإبداع والتميز وفرصا للاستثمار والتوظيف، وبالمواءمة مع مبادرة ولي العهد وهي برنامج تنمية القدرات البشرية ابتداء من الطفولة ومرورا بالمراحل التعليمية والتدريبية ووصولا لسوق العمل، حيث إن هذا البرنامج أحد برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، وهو إستراتيجية وطنية تستهدف تعزيز تنافس القدرات البشرية الوطنية محليًا وعالميًا».

رفع نسب القبول

بيّن عسيري أنه «تحقيقا للرؤية ولمتطلبات قطاع السياحة والضيافة بالمدينة المنورة عمدت الكلية بإشراف ومتابعة من المؤسسة العامة للتدريب التقني والإدارة العامة للتدريب التقني والمهني في منطقة المدينة المنورة إلى رفع القبول بنسبة 30% خلال الثلاث فصول تدريبية القادمة، ليرتفع عدد المتدربين من 1500 إلى 2000 متدرب».

وأضاف «تدرس الكلية الآن توسعة المباني بهدف رفع الطاقة الاستيعابية للكلية لاستقبال أكبر عدد من المتقدمين للكلية لتلبية التطلعات، وكذلك اعتماد برنامج البكالوريوس في تخصص إدارة الضيافة واعتماد 13 برنامجا في خدمة المجتمع مدتها من أسبوع إلى شهر في تخصصات (إدارة التراث والمتاحف، الأغذية والمشروبات، الإرشاد السياحي، الضيافة الاحترافية، إدارة المواقع التاريخية».

افتتاح تخصصات

أضاف عسيري «تدرس الكلية حاليا افتتاح تخصصات تتناسب مع احتياج سوق العمل في هذا القطاع بمشاركة صندوق الموارد البشرية والغرفة التجارية وقطاع السياحة والفندقة ووزارة السياحة، ولدى الكلية الآن 10 مفاهمات تعاون مع مختلف القطاعات المتخصصة في السياحة والضيافة ساهمت في تنفيذ التدريب التطبيقي للمتدربين في هذه القطاعات سواء كانت فنادق أو وكالات سفر وسياحة وغيرها من القطاعات المتخصصة، وكذلك في توظيف 90% من خريجي الكلية، وتعمل الكلية على زيادة هذه المفاهمات، بينما تعمل اللجان العلمية في جميع التخصصات على تطوير معايير المناهج لتواكب أعلى المعايير العالمية في قطاع السياحة والضيافة بالتعاون مع جامعات محلية وعالمية متخصصة».