بدأ العد التنازلي لعام الرؤية المباركة ( 2030) يقترب، سبع سنوات فقط تفصلنا عن الوصول لهذا العام والذي خطط لتنفيذ مهامه في عام (2016 ). بحلول 25 أبريل 2023 تحديدًا نكون قد قطعنا نصف المدة، منتقلين تنازليًا إلى النصف الأخير من تنفيذ خطة هذة الرؤية.

تخيلوا أن كل ما حدث من تطورات وتغيرات لم يستغرق سوى سبع سنوات فقط، عددتها مرارًا وتكرارًا كلما خالجني الشك في قدراتي الحسابية، على الأصابع وعلى الورق وعلى الحاسب لأجد أني فعلًا لم أخطئ.

هي فعلا سبع سنوات مضت أحدثت العديد من التغيرات التي فاقت أمانينا قبل حلول هذا التاريخ، أمانينا التي اعتادت الرضا على مضض والمطالبة على استحياء وحذر، ونامت وهي لا ترى أمانيها إلا في بضع ثوانٍ من سويعات نومها الأرِق حتى أفاقت في يوم وهي ما بين مذهولة ومشككة حلمٌ هذا أم واقع !؟

السينما، الأسواق، حقوق المرأة، القانون، الوظائف المناهج الدراسية .. سيل من التغييرات والتطورات المتلاحقة في مرحلة أشبه ما تكون بالمعركة أو سلسلة من الفتوحات الفكرية والثقافية على حالة الظلام التي ركنا إليها لأكثر من أربعين عاما. سبع سنوات فقط نهضت بجيل جديد وحديث الولادة في وعيه يستنكر ما يراه في مؤرخات ما قبل (2016) على شاشات التلفاز والإنترنت والصحف والمجلات من انغلاق وتطرف واغتصاب لبهجة الحياة، وإقصاء تام لوجود المرأة وحقوق الشباب، ونمو جيل آخر عاش الظلم والحرمان حتى ظن أن هذه هي الحياة، وحينما رأى قوة التغيير نهض كأنه بعث من الأجداث من جديد.

سبع سنوات نمت فيها فئات وضعت يدها بيد الوطن ورفعت رايته بمسؤولية في كل مشهد، سبع سنوات سُحقت فيها فئات لا هم لها إلا هدم الوطن، وفئات لا زالت تحاول الصمود بالتلون والتشكل والتكيف لمواصلة مسيرة أسيادها بمحاربة التطور والتغيير الذي تتصدى له في كل مشهد، قبل أن تتخفى بعدها من جديد في كراتين وعبوات شديدة الانفجار، ضد كل موجة تغيير تصنعها رياح الوطن العاتية القادمة للتعرية ولاجتثاث واقتلاع التخلف والجهل من جذوره. مضت سنوات الحلم السبع كرياح التباشير التي تسوق البشرى بالأمطار والربيع لما بعدها بآمال أبهج وأجمل إلا على العقول المتحجرة التي تتنفس الحاضر بروح الماضي، وتود لو أن لها السلطة في القبض على كل متنفس بهواء لا يشبه هواءها وأهوائها.

سبع سنوات قادمة بآمال مزهرة كفيلة بتصحيح بقايا التلوث العالق من جراء هذا الفكر النتن سواء في التعليم أو في كافة الجهات المسؤولة سابقًا عن احتضانه، ووصولا إلى برامج التواصل الاجتماعي حاليًا بالقضاء القانوني على ميليشيات التطرف والجهل الإلكتروني التي لا زال نشطًا فيها.