في خطوة هدفت لكسر «احتكار»، لوحات كبار التشكيليين في المعارض الجماعية، أيد تشكيليون «سعوديون»، خطوة فرع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون في الأحساء، في الجمع بين لوحات تشكيليين كبار «النخبة»، مع لوحات شباب «واعدين»، في المعرض، الذي حمل عنوان: «الحرية بعيون تشكيلية»، وضم 100 لوحة لـ70 فنانا، لجميع المدارس والأساليب والخامات الفنية، بالرصاص والفحم والباستيل، والأكريليك، والزيتي، بينها لوحات واقعية، وانطباعية، وتأثيرية، ومكس ميديا، وبورتريه، تجريدية.

بلا تمييز

كانت اللجنة المنظمة للمعرض، أرسلت دعوات للتشكيليين والتشكيليات في المحافظة للمشاركة في المعرض، وأبدت مجموعة من كبار التشكيليين، قبولاً بالمشاركة بلوحات دون النظر في الأسماء الأخرى المشاركة في المعرض، ورحبوا بالمشاركة دون النظر إلى أي اعتبارات أخرى، كفرز لوحاتهم أو تصدر لوحاتهم صالة المعرض، أو في واجهات المعرض أو تمييزها عن اللوحات الأخرى.

ترتيب الأعمال

أشارت رئيسة لجنة الفنون التشكيلية في الجمعية بالأحساء التشكيلية سلمى الشيخ، إلى ضرورة عدم الخلط بين الأعمال التشكيلية، والتدرج في ترتيب الأعمال، حسب جودة العمل الفني، والبدء بالأعمال القوية في بداية المعرض، والتدرج بأعمال «الواعدين» الشباب، وفي تلك الخطوة يقوم المتلقي والمشاهد للأعمال بالتدرج في الجودة، مبينةً أن تلك الخطوة، هدفت لمنحهم الفرصة والثقة بالنفس للواعدين، ومعرفة الفروقات بين أعمالهم كواعدين وبين أعمال الرواد «النخبة»، لافتةً إلى أن الواعدين في هذا المعرض، فرحوا كثيرًا بالمشاركة في المعرض، وأكسبهم حماسًا وقوة في المشاركة، وكسبوا اندفاعًا إلى التغيير نحو الأفضل في الأعمال المستقبلية.

معارض للرواد والواعدين

أضافت الشيخ، أن الجمعية، نفذت في أوقات سابقة، معارض تشكيلية للجماعية، للرواد «النخب» من التشكيليين والتشكيليات في المنطقة، من بينها معرض في وقت سابق شارك فيه 150 رائدًا تشكيليًا وتشكيلية، ومعارض أخرى مخصصة للواعدين الشباب، مشيرة إلى أن هناك أعمالا جميلة وإبداعية لتشكيليين واعدين، بيد أن أسماء هؤلاء غير معروفة في الساحة التشكيلية المحلية، مؤكدة أن نقادا أبدوا إعجابهم الشديد بالأعمال المشاركة.

جودة العمل

أبان الناقد التشكيلي الدكتور راضي الطويل، أنه في عرض الأعمال الفنية الخاصة بالفنانين الشباب أو الواعدين، جنبًا إلى جنب مع أعمال سواهم من الفنانين الكبار أو الرواد، حيث إن العمر الزمني للفنان أو أقدميّته في المجال الفني، لا يصح أن تمثل معيارًا لجودة العمل الفني، بل ينبغي أن ينحصر معيار الحكم على جودة العمل الفني وصلاحيته، للعرض في القيمتين الجمالية والإبداعية أو الابتكارية، إلى جانب التأكيد على ضرورة تجنب إعادة عرض الأعمال الفنية القديمة «في المعارض الفنية الجماعية» المرة تلو الأخرى، والاهتمام بعرض الأعمال الفنية حديثة الإنتاج، ولكن دون التنازل عن شروط أو معايير صلاحية العرض.

75 % من الشباب

بين الناقد التشكيلي عبدالرحمن السليمان، أن الأحساء مليئة بالتشكيليين والتشكيليات، والمواهب، والأسماء التشكيلية الكبيرة، وهي أسماء تضيف للمعارض الكثير، وحضورهم دعم للمعرض والمشاركين، لا سيما وأن المعرض يشتمل على 75% لتشكيليين شباب، وبالفعل هؤلاء هم بحاجة للأسماء الكبيرة للاستفادة منهم، ومن الضروري اكتشاف المواهب والطاقات، وفي المعرض مشاركات جميلة ولافتة، وقدرات تقدم الإبداع، داعيًا إلى الاستمرار في مثل هذه المعارض، مقترحًا إدراج ضمن فعاليات المعرض «حوارات» بمشاركة المشاركين، لا سيما وأن المعرض، يتيح الفرصة للجميع للمشاركة، والتأكيد على انتخاب اللوحات الإبداعية في المعارض، مع الحفاظ على مستويات جودة عالية.

التنافس الشريف

أكدت التشكيلية السعودية، صابرين الماجد، أن في الجمع بين لوحات راود التشكيليين والواعدين، ثقافة وتغذية لعين الواعدين، بمشاهدة وقراءة لوحات المحترفين، وتعمل على روح التنافس الشريف بين الفنانين، وتحويل المعرض إلى ملتقى فني، ونقل ثقافة الفنان المحترف إلى الفنان الواعد، ويتحقق الهدف المنشود من المعارض التشكيلية الجماعية.

تقبل النقد

قال التشكيلي السعودي حافظ الرضي، لتلك الخطوة، حزمة مكاسب من بينها: احتكاك الشباب الواعد بالتشكيليين النخبة، ضرورة في تبادل ونشر الثقافة الفنية، والنقد البناء من الرواد في الفن التشكيلي، وعلى الشباب تقبل النقد والملاحظات التي تطرح من قبل الفنانين المخضرمين في الساحة الفنية.