لطالما أشارت الأبحاث إلى وجود صلة بين نظامنا الغذائي وصحتنا العقلية. يبدو أن ميكروبيوم الأمعاء - الجينوم الجماعي لتريليونات البكتيريا التي تعيش في الأمعاء والتي يتم إنشاؤها إلى حد كبير بسبب ما نأكله ونشربه - يؤثر على مزاجنا وعقليتنا.لكن الدراسات البشرية كبيرة بما يكفي لتحديد البكتيريا المهمة، فيما وجد أكبر تحليل للاكتئاب وميكروبيوم الأمعاء حتى الآن، نشر في ديسمبر، عدة أنواع من البكتيريا زيادة أو نقصان بشكل ملحوظ في الأشخاص الذين يعانون من أعراض الاكتئاب. يقول مؤلف الدراسة أندريه أوترليندن، الذي يبحث في علم الوراثة في مركز إيراسموس الطبي في روتردام، هولندا: «توفر هذه الدراسة بعض الأدلة الواقعية على أنك ما تأكله». أو على وجه الدقة، «يرتبط شعورك ارتباطا وثيقا بما تستهلكه».

بكتيريا الاكتئاب

قام المحققون، بقيادة النجف أمين، الذي يبحث في صحة السكان في جامعة أكسفورد، بتحليل بيانات من دراسة روتردام، وهي جهد استمر لعقود لفهم صحة السكان المحليين.

ركز أمين وزملاؤه بشكل خاص على مرحلة من هذه الدراسة شملت جمع عينات البراز من أكثر من 1000 فرد. قدم هؤلاء المشاركون أيضا تقريرا ذاتيا عن الاكتئاب باستخدام تقييم مكون من 20 عنصرا.

قام الباحثون بتحليل البيانات للارتباطات بين مجموعات البكتيريا في عينات البراز مع عشرات من تقييم الاكتئاب. ثم أجروا نفس الاختبارات باستخدام بيانات من 1539 مواطنا هولنديا آخرين تشمل مجموعة من الأعراق.

كشف التحليل عن 16 نوعا من البكتيريا التي أطلق عليها المؤلفون «مؤشرات مهمة» لأعراض الاكتئاب بدرجات متفاوتة. على سبيل المثال، وجدت الدراسة، التي نشرت في Nature Communications، استنزافا للبكتيريا البطيني بين الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب.

ومن المثير للاهتمام أن هذا الانخفاض نفسه قد شوهد في دراسات الميكروبيوم لإصابات الدماغ المؤلمة والسمنة، وكلاهما مرتبط بالاكتئاب، مما يدعم فكرة أن هذا النوع من البكتيريا له علاقة بهذا الاضطراب المزاجي.

تغيير النظام الغذائي

هذا هو المكان الذي يدخل فيه النظام الغذائي الصورة. قال أمين إن الفرد الذي لا يستهلك ما يكفي من الألياف، على سبيل المثال، قد يعاني من انخفاض في البكتيريا المنتجة للزعترات، مما يؤدي إلى الإجهاد والالتهاب، وربما أعراض الاكتئاب. قد يبدو الأمر خيبة أمل أن الرسالة من كل هذا العمل هي تناول الكثير من الفواكه والخضروات وليس الكثير من السكر الزائد. لكن الكم الهائل من الأبحاث التي تؤكد قوة الأمعاء السليمة أصبح لا يمكن إنكاره حتى بالنسبة لأكثر المتشككين بشدة، بما في ذلك جيلبرت. يقول: «عندما تشير الأدلة إلى حقيقة أن تناول الطعام الصحي وممارسة القليل من التمارين الرياضية وأخذ فترات راحة الذهن يمكن أن يكون لها فوائد، فمن المحتمل أن نستمع إلى تلك البيانات».

تناول الألياف يغير الميكروبيوم. قد يعزز علاج السرطان أيضا.

تضيء الأبحاث ببطء بالضبط كيف تتحدث البكتيريا إلى الدماغ. على سبيل المثال، ينتج الكثير منهم أحماضا دهنية قصيرة السلسلة مثل البيوتيرات والأسيتات، والتي تؤثر على نشاط الدماغ. يولد آخرون مادة كيميائية تسمى GABA، يرتبط عجزها بالاكتئاب.

هذا التقدم يعني أن النظام الغذائي قد لا يكون الطريقة الوحيدة لتحسين مستعمرات الأمعاء لدينا. يمكن أن يصبح استخدام البروبيوتيك للوقاية من الاكتئاب وعلاجه علما دقيقا، مما يؤدي في النهاية إلى بدائل فعالة لمضادات الاكتئاب، والتي يشير جيلبرت إلى أنها لا تزال تحمل وصمة عار في العديد من المجتمعات.

ويشير فوستر إلى أن توصيف البكتيريا يمكن أن يساعد في تحديد الأشخاص المعرضين لخطر الاكتئاب.