ثمة أهداف ومعان يمكن استشفافها عند تأمل الهوية البصرية ليوم التأسيس. فخصوصية المناسبة تجعل من هذه الهوية اختزالاً لإشارات ثرية المحتوى، ما يجعل اختصارها صعبا إلا من خلال رمزيات توحي بها تلك الهوية.

ومثلما تعكس الهوية البصرية العناصر المرئية لهذه المناسبة الكبرى، وثوب الخصوصية الذي ترفل فيه ويميزها عن بقية المناسبات، فإن إطلاقها جاء أيضاً لتدل مباشرة على الاحتفاء النفسي والمعنوي بالبذور الأولى لهذه الدولة الفتية، وتحفيز العقل والوجدان الجمعي للفخر بما جرى منذ أكثر من ثلاثة قرون، ليكون اليوم جزءاً من حصاد مثمر سيستمر عطاؤه سخياً عبر الأجيال بإذن الله.

إن استلهام العناصر المكونة للهوية البصرية يجب أن يكون محل اهتمام من كل مواطن على أرض المملكة، وهو بالفعل كذلك، حيث يمثل هذا المواطن صورة ذهنية وبصرية لبلاده، بما يجعلها هوية وطنية حية يحملها في مظهره داخل وطنه وخارجه، فيصبح رمزاً مباشراً لإنسان هذه الأرض بكل ما يحمله من إرث وثقافة ووجود ضارب في عمق التاريخ، وحضارة متطلعة إلى أرقى ما يمكن أن يتحقق للإنسان من رفاهية العيش والتقدم في كل مظاهر حياته.


إن اللباس الوطني الذي يميز إنسان المملكة في ثوبه وعقاله وطريقة لباسه يجيء جزءاً من رمزية سجلت حضورها في الهوية البصرية ليوم التأسيس، تأكيداً بأن إنسان هذه الأرض سيبقى مميزاً وملهماً ومؤثراً ومعروفاً من النظرة الأولى إليه، وبهذا يكون حضوره في أي مكان، ولا سيما في يوم التأسيس، بمثابة السفير لثقافته وتاريخه وانتمائه وأرضه وشعبه.

كما أن الهوية البصرية التي يعكسها كل مواطن في مظهره الخارجي، هي احتفاء مستمر بيوم التأسيس، يتجسد فيه تاريخ الإنسان السعودي، وعظمة ما أنجزه على هذه الأرض تحت قيادته الرشيدة، وبذلك تترسخ داخليا وخارجيا صورة موجبة له، مكتسباً هو ووطنه المزيد من الاحترام والتقدير على كافة المستويات.

مناسبة يوم التأسيس فرصة سعيدة نستلهم منها المزيد من الدافعية للتمسك بالهوية البصرية، ليصبح كل منتمٍ لهذه الأرض المباركة عاكساً لها، فخوراً بها، ومتمسكا بكل مضامينها العريقة والمتوثبة إلى الأعالي.