شدد مهندسون زراعيون على ضرورة التوسع في المشاتل الزراعية في الحيازات والمزارع، وقدروا أن ذلك من شأنه أن يستثمر مساحات جيدة من تلك الحيازات بشكل تجاري ويحقق إيرادات مالية قوية تنوّع من مصادر دخل المزارعين وملاك المزارع، عبر إنتاج الشتلات وبيعها.

ورأى هؤلاء أن تخصيص مساحات من الأرض المحمية، لإجراء عمليات الزراعة والتكاثر لعدد من أنواع شتلات النباتات، يحقق جملة من المكاسب، من أهمها الحفاظ على الصفات الوراثية الخاصة بالنباتات المراد زراعتها، وتوفير شتلات بمواصفات ممتازة، قادرة على تحمل الظروف المناخية الصعبة، والإسهام في توفير الظروف البيئية المناسبة لإنتاج الشتلات من البذور والأجزاء الخضرية، تمهيدًا لتوزيعها وزراعتها داخل البيوت المحمية، ورفع أعداد الشتلات المزروعة في مناطق الإصلاح الجديدة، وإمداد كل منطقة بالشتلات المناسبة لظروفها المناخية، وإمداد الحدائق بالشتلات المناسبة للزراعة فيها، وتعويض التالف من نباتات تلك الحدائق عبر استبداله بنباتات وشتلات جديدة، وأخيرا تشغيل وتدريب الأيدي العاملة، وزيادة الخبرة والتدريب.

4 أصناف

حدد رئيس شعبة المركز الإرشادي للمزرعة المتكاملة والزراعة العضوية في مكتب وزارة البيئة والمياه والزراعة في الأحساء المهندس أحمد العامر، نحو 4 أصناف للمشاتل في واحة الأحساء الزراعية، وهي مشاتل الفاكهة لإنتاج شتلات الفواكه المختلفة، ومشاتل الخضار لإنتاج شتلات الخضار، ومشاتل الزينة بغرض إنتاج نباتات الزينة المختلفة، ومشاتل الغابات لإنتاج شتلات أشجار الغابات، وكذلك الأشجار المستخدمة في عمليات تشجير الشوارع والحدائق وغيرها من الأماكن العامة.

3 طرق أساسية

اقترح العامر نحو 3 طرق أساسية لإكثار الشتلات في المشاتل بواحة الأحساء الزراعية، وهي:

01- البذور الجيدة وزراعتها في صواني الشتلات والعناية بها حتى تصبح شتلة.

02- العقل، وهو أخذ جزء من شجرة أم بطول 15 سم، وزراعته في أحواض أو أكياس شتلات مع وضعها في محمية بلاستيكية لتوفير الرطوبة إلى الجذور.

03- التطعيم، من خلال أخذ الطعم من شجرة جيدة لها مواصفات خاصة من ناحية الإنتاج، ووضعها على أصل آخر مقاوم للظروف المناخية وللملوحة ولقلوية التربة ومقاومة الأمراض، وتهدف إلى تحسين الإنتاج بالحصول على شجرة مطعمة خالية من الأمراض ومقاومة لأمراض التربة.

أقل التكاليف

عدّد العامر بعضا من مزايا الزراعة في المشاتل، وقال «توفير الأرض والمجهود، وزيادة التركيز لإنتاج عدد أكبر من الشتلات بأقل التكاليف حيث في البيت المحمي يمكن إنتاج عدد كبير من الشتلات في مساحة صغيرة وبذلك نضمن خفض نفقات الإنتاج وإنتاج شتلات في ظروف جوية غير مناسبة للزراعة مباشرة في البيت المحمي، والإنتاج المبكر للخضروات بإنتاج الشتلات في جو دافئ وبذلك نضمن البيع بأسعار عالية، ويمكن ملاحظة الشتلات في المشتل بسهولة واستبعاد المصاب بالأمراض أولا بأول وكذلك الشتلات غير المرغوبة، والاستفادة من أرض المحمية خلال فترة إنتاج الشتلات بالمشتل، علاوة على أن فرصة نجاح الشتلات في أرض المشتل أكبر من فرصة نجاح زراعة البذرة مباشرة في الحقل، والسهولة في حماية النباتات في المشتل بالمقارنة بحمايتها في الحقول المستديمة، والتبكير في الحصول على محصول مبكر وزيادة كمية المحصول الكلي».

الشتلات المتقزمة

بدوره، شدد المهندس الزراعي المهندس محمد السماعيل على ضرورة استبعاد الشتلات غير المرغوب فيها عن المشتل أثناء عملية الشتل وهي الشتلات غير المطابقة لمواصفات الشتلات الجيدة مثل الشتلات المتقزمة، حيث تظهر الشتلات بلون أخضر مصحوب بحمرة على الأوراق وعلى الأخص السطح السفلي أو على قاعدة الساق.

وأرجع عدم مطابقة تلك الشتلات للمواصفات إلى تعرضها لانخفاض في درجات الحرارة وعلى الأخص أثناء الليل، واستخدام ماء ري ترتفع فيه نسبة الملوحة، ونقص عنصر الفوسفور، وضعف النمو الجذري، والإصابات المرضية.

وأضاف «من بين المزايا الأخرى للزراعة بالشتلات، البيع بأسعار مرتفعة، وخفض نفقات الإنتاج، وتوفير كمية التقاوي خاصة عندما تكون البذور غالية الثمن، وانتخاب النباتات الجيدة واستبعاد المصابة والضعيفة أولًا بأول، وسهولة حماية النباتات بالمشتل من الأمراض والآفات والظروف غير الملائمة، وتساعد عملية الشتل على تفريغ الجذور مما يزيد من قدرتها على الامتصاص».