الحزام في اللغة سير عريض من جلد ونحوه للشد أو الربط، ويطلق على الأشجار التي تحيط بالمدن، لمنع الغبار والرياح القوية بالحزام الأخضر، والحزام على خاصرة الإنسان يعني القوة والنشاط، ويقال تمنطق الحزام أي شد وسطه، إلا أنه إذا بقي مكانه فترة طويلة يدمى الخاصرة.

وحزام مدينة أبها كان جميلأً وسيبقى، لكنه لم يعد يشد خاصرة المدينة أو يحول دون تجلط شرايين أخرى باتجاه الأحياء من جهات عدة، ورغم محاولات إجراء قسطرة وتوسيع جوانب وتركيب دعامات وإلغاء إشارات في أوقات مختلفة، إلا أن

ملاحظات السكان والزوار لازالت تختلف في التقييم وحدة النقد وتنوع المطالبات وكثرة المقترحات، ولهم الحق في ذلك.

وحزام أبها مضى على إنشائه نصف قرن وأكثر، شهد جهودًا مشكورةً من توسعة وجسور ومخارج، لكن فائدته أخذت تقل نتيجة الاختناقات المرورية بسبب مواسم الصيف والمناسبات وحركة البناء الكبرى التي تشهدها المدينة، مدينة أبها بحاجة إلى حزام جديد يتناسب مع النهضة السريعة والقفزات التنموية التي تعيشها المدينة في المجالات كافة.

ويُصنف خبراء التخطيط مشروعات الطرق الدائرية في المدن بمثابة الرئة التي تتنفس منها إلى جانب محفزات اقتصادية وتنموية من خلال توزيع مواقع المحلات التجارية والخدمية، وتنفيذ مداخل ومخارج الاتجاهات الرئيسة الأربعة، بما يعزز إنسياب الحركة المرورية، وإيجاد توازن بين متطلبات السكان، بحيث لا تتجمع أماكن التسوق والترفيه والمستشفيات والمطاعم وغيرها في اتجاه واحد.

نعم.. أبها بحاجة إلى حزام دائري جديد يخفف الضغط، ويراعي خدمة الأحياء الجديدة، ويساعد على الوصول بسرعة إلى داخل المدينة وأطرافها والخروج منها، ولا يخفى على المسؤولين في أمانة المنطقة أن مدينة أبها لها خصوصيتها الطبوغرافية، وتكويناتها الطبيعية، مما يجعل تنفيذ حزام دائري جديد في مدينة سياحية جميلة على أحدث المواصفات العالمية نقاط جذب سياحية، ويقدم فرصًا استثمارية واعدة.