.. وقال ياقوت في معجم البلدان:

نخب بالفتح ثم الكسر ثم باء موحدة. فلان نخب الفؤاد إذا كان جبانًا، وهو واد بالطائف عن السكوني وأنشد:

حتى سمعت بكم ودعتم نخبا

ما كان هذا بحين النفر من نخب

ونخب هذا هو وادي النمل في رأي بعض المؤرخين الذين انزلت فيه الآية (وحتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم)، ومن قال بهذا الشريف شرف بن عبدالمحسن البركاتي في كتابه الرحلة اليمانية، وحكاه العجيمي في تاريخه عن بعض أهل العلم، ولعلهم أخذوا ذلك من تسميته، قال في لسان العرب يقال نخبت النملة تنخب إذا عضت، والنخب خرق الجلد، ومنه حديث أبي: لا تصيب المؤمن مصيبة ذعرة، ولا عثرة قدم، ولا اختلاج عرق، ولا نخبة نملة، إلا بذنب، وما يعفو الله أكثر.

تبدأ مساييل هذا الوادي من جبال القراحين المعروفة بخشب، مع جبال ام المراد التابعة للاشراف ذوي زيد، فيبدأ مسيلها من هناك حيث تنضم اليها مساييل السداد والردف التابعة للأشراف الشنابرة، فتمر هذه المساييل غربي شمال الخليفة، حيث ينضم إليها مساييل شعابها الشمالية، ومن هناك تدخل وادي نخب.

أما مساييل الخليفة الجنوبية فهي تنحدر عن طريق غدير البنات أول وادي لية المشهور، كما أن وادي نخب المذكور ممتد من الجنوب الشرقي للطائف إلى الشمال الشرقي في تعرج وأول هذا الوادي القرية المسماة أم السباع التابعة للأشراف ذوي ملبس من الفعور، وهذه القرية تشتمل على مزارع وآبار وشعاب، يزرع بها عموم الحبوب والفواكه ومن ثم قرية القنينة سكنى وقدان، ثم الدار العليا سكنى وقدان أيضًا، ثم قرية الجلادين فخذ من وقدان، ثم قرية الصور سكنى وقدان أيضًا تم قرية البرامين سكنى وقدان، وبأسفل الوادي عدة قرى ومزارع وآبار لقبيلة وقدان. يمر سیل نخب فيخترق هذه القرى والمزارع يمينًا وشمالًا حيث يمر بشعاب ومساييل هذا الوادي نفسه، أمثال أم السباع والقنينة، كما أن القسم الجنوبي من سيل حمى سيد الواقع شمالي وادي نخب تنضم بعض مساييله إلى الوادي وادي نخب، حيث يكون سيلًا عظيمًا ينحدر إلى (المختلطة) وهناك يلتقي بسيل وادي لية في هذا الموضع ثم ينحدر (إلى خد الحاج) (فجليل) (فالأخيضر) (فبلاد عدوان، فركبة ).

أما قبيلة وقدان هذه فهي قبيلة عربية أصيلة ومن أكرم القبائل وأثبتها جأشا، وأشهرها شجاعة. إذ هي من صميم قبيلة هوازن، وتفرعت هوازن إلى قبائل شتى، منهم: بنو جشم بن هوازن والنسبة إليه جشمى، وينطقها العوام قثامي، وهم المعروفون بسكناهم بين السيل والزيمة.

بنو قسي بن منبه بن بكر بن هوازن، وهم ثقيف المعروفون بسكناهم حول الطائف.

وبنو سعد بن بكر بن هوازن المعروفون بسكناهم شرقي الطائف،

ويقول ابن خلدون:

إن قسمًا كبيرًا من بني سعد هاجر إلى المغرب ولم يبق في مواطنهم الا القليل. وذكر المدني في تاريخ الجزائر، أن بني سعد هؤلاء من قبائل الجزائر وهاجر قسم كبير منهم إلى المغرب.

وتنقسم قبيلة بني سعد هـذه إلى قسمين البطنين والثبتة، وتنقسم قبيلة الثبتة إلى قسمين اللصة والصريرات.

وقبيلة وقدان هذه هي من الثبتة بلا خلاف، ويدخل بعض بطونها في اللصة، والبعض الآخر في الصريرات.

وذكر المرجاني كما تقدم أنهم من عتيبة، وعتيبة هذه مجموعة قبائل متحالفة عمدتها من هوازن، لكنهم أخرجوا عنهم ثقيفًا لخلاف كان بينهم.

1967*

* مؤرخ سعودي «1915-1995»