مع استمرار إطلاق النار على الرغم من الهدنة، أشارت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بصفتهما ميسرين للاتفاق بين الأطراف السودانية، إلى أنه، بعد خمسة أيام من بدء نفاذ وقف إطلاق نار قصير الأمد، توجد انتهاكات من قِبل الطرفين أعاقت بشكل كبير إيصال المساعدات الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية.

وقد دعت المملكة وأمريكا، في وقت سابق، ببيان مشترك، الأطراف المتحاربة في السودان إلى مواصلة المفاوضات، لتمديد وقف إطلاق النار الهش. قد اتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، اللذان يتقاتلان للسيطرة على السودان منذ منتصف أبريل، الأسبوع الماضي، على الهدنة التي استمرت أسبوعًا، لكن وقف إطلاق النار، مثله مثل غيره من قبله، لم يوقف القتال في العاصمة (الخرطوم)، وأماكن أخرى في البلاد.

وأبلغ الجانبان الميسرين أنهما ملتزمان بتسهيل المساعدة الإنسانية، واستعادة الخدمات الأساسية لمصلحة الشعب السوداني. ومع ذلك، ارتكبت قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية أعمالا محظورة أعاقت تلك الجهود.

طريق مسدود

وأفاد سكان عن تجدد الاشتباكات المتقطعة في أجزاء من أم درمان، حيث شوهدت طائرات الجيش تحلق فوق المدينة. ووردت أنباء عن قتال في الفاشر عاصمة إقليم شمال دارفور.

ووصل الصراع إلى طريق مسدود، حيث لم يتمكن أي من الطرفين من توجيه ضربة قاضية للطرف الآخر بعد أكثر من خمسة أسابيع من القتال. وذكرت وسائل إعلامية عن أنه تمت مصادرة مساعدات طبية قدمتها منظمة الصحة العالمية وخزنها في مستشفى عسكري بأم درمان، بحسب وسائل إعلام محلية. وأن الأطباء مُنعوا من الوصول إلى المنشأة عندما طالبوا بنصيب في المساعدة للمستشفيات الأخرى. وقيل لهم إن هناك حاجة للحصول على إذن أولاً.

ومن جهة طالب البرهان في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بإقالة مبعوث الأمم المتحدة إلى بلاده، وقال متحدث باسم الأمم المتحدة إن الأمين العام «صُدم» بالخطاب.

كان المبعوث، فولكر بيرث، وسيطًا رئيسيًا في السودان، أولاً خلال محاولات البلاد المتقطعة للانتقال إلى الديمقراطية ثم خلال الجهود المبذولة لإنهاء القتال الحالي.

وجاءت رسالة البرهان بعد أن اتهم بيرث الأطراف المتحاربة بتجاهل قوانين الحرب بمهاجمة المنازل والمتاجر وأماكن العبادة ومنشآت المياه والكهرباء.

في إحاطته إلى مجلس الأمن الدولي الأسبوع الماضي، وألقى بيرث باللوم على قادة الجيش وقوات الدعم السريع في الحرب، قائلاً إنهم اختاروا «تسوية نزاعهم الذي لم يتم حله في ساحة المعركة بدلاً من الجلوس على الطاولة».



الصراع السوداني:

- اندلع القتال في منتصف أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع

- يقوم الصراع بين الجنرالين قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان وزعيم قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان دقلو

- حولت الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة إلى ساحة معركة.

- انتشرت الاشتباكات في أماكن أخرى من البلاد، بما في ذلك منطقة دارفور التي مزقتها الحرب.

- أسفر الصراع عن مقتل مئات الأشخاص وإصابة الآلاف ودفع البلاد إلى حافة الانهيار.

- أجبرت أكثر من 1.3 مليون على النزوح من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانًا داخل السودان، أو إلى الدول المجاورة.

- اتهم فولكر بيرث الأطراف المتحاربة بتجاهل قوانين الحرب بمهاجمة المنازل والمتاجر وأماكن العبادة ومنشآت المياه والكهرباء