ارتفعت معدلات الطلاق، لتهرب الأزواج من المسؤولية أو بحث الزوجات عن الحرية، حيث لا يريد الرجل أن يكون مسؤولا عن أسرة وأطفال أو أن ينفق راتبه على الأسرة، وفي المقابل كثير من الزوجات اتجهن اليوم لتفضيل الانفصال أو حتى العزوبية، والابتعاد عن المشاكل الزوجية والتقييد ما دامت تتمتع بوظيفة جيدة واستقلال ماديا.

تقول أسماء عبدالله (موظفة) إن الطلاق قد تم بينها وبين زوجها، على الرغم من أن زواجهما كان عن محبة واقتناع، لأنه كان دائما الخروج والسهر، والمبيت في استراحة مع أصدقائه أو بين أهله، وكثير من الأحيان لا يعود للبيت دون أن تعرف لماذا وأين هو؟!.

من جهته، يقر هاشم مراد بأن الزواج أصبح عبئا عليه، لأنه مقيد بالزوجة والأطفال وهو لا يزال شابا، ويريد أن يتمتع براتبه بعيدا عن الإنفاق على الأسرة، لهذا طلق زوجته، وأعادها إلى بيت أهلها مع طفليهما.

كثرة المشاكل

توضح منال هيثم أن المشاكل الزوجية كثيرة هذه الأيام، وهي موظفة براتب جيد، ولم تعد تخشى كلام الناس عن أنها عانس، فهي تملك سيارة واستأجرت شقة، وتريد أن تعيش بحرية بعيدا عن الخوض في مشاكل مع الزوج، خاصة أن الرجال أصبحوا يتهربون من المسؤولية.

وتبين مستشارة العلاقات الزوجية سهام بركات أن الزوج غير المسؤول هو الذي يتهرب من مسؤوليات الأسرة، وهذا يرجع إلى طريقة التربية غير الصحيحة خلال نشأته في بيت أهله، حيث اعتاد الاعتماد عليهم في كل أموره، وتقوم والدته بكل شؤونه وشؤون الأسرة.

وتضيف: «هنا يكبر الرجل مع مفهوم خاطئ أن المرأة تفعل كل شىء، وتتحمل هي مسؤولية المنزل في كل الأمور، الصغيرة والكبيرة، وإن شاركها فى أى شىء، فهذا فضل منه عليها، ويرى أن كل مسؤولياته فى الحياة الزوجية الذهاب لعمله، والحصول على راتبه، والتمتع به مع الأصحاب بالخروج والسهر والسفر».

وتوضح «سهام»: «منح الإسلام الرجل القوامة، التي تتمثل في الرعاية والحماية والولاية، والكفاية ليس فقط فى المصاريف، وإنما فى تحمل مسؤوليات البيت، والتعاون بينه وبين زوجته، وكثير من الأحيان لا تظهر هذه الصفة عليه في فترة الخطوبة، وإنما بعد الارتباط، وهنا لا يوجد أي حل سوى التعامل مع هذا الاختيار الخاطئ، لتستمر الحياة بأقل خسائر ممكنة أو الانفصال والطلاق».

التعامل مع غير المسؤول

ترى مستشارة العلاقات الزوجية أنه توجد عدة طرق للتعامل مع الزوج غير المسؤول، على رأسها التحدث معه عن المسؤوليات، وتوضيح المشاكل التى يمكن أن تحدث فى حالة عدم تحمله إياها، مع تحفيزه وتشجيعه على القيام بها بطريقة لطيفة، وبيان ضرورة قيامه بها، وتقسيمها بينهما مثل من يأخذ الأولاد إلى المدارس، وغيرها.

أما مشتريات البيت أو الأولاد فيمكنها أن تطلب منه أن يقوم بها أو يأتي معها، وإن كان مشغولا تقوم بها وحدها، وتوصل له بطريقة جيدة أنها قامت بها، لتساعده، وأنها تتفهم هذه المرة فقط، لأنه مشغول، والمرة المقبلة ستنتظر أن يشاركها فى هذه المسؤوليات.

أما الالتزامات المتكررة بشكل دوري مثل رسوم الكهرباء والماء والإنترنت فتحرص الزوجة على أن يقوم بها هو، لأنها لو تنازلت أكثر من مرة، وتولت مسؤوليتها، سيتعود على هذا، ولن يقوم بسدادها أبدا.

وتقول «سهام» إنه أصبح لافتا اليوم وجود فتيات يسكن وحدهن بشقق في ظاهرة جديدة على المجتمع، حتى إذا كانت عازبة، كي تبتعد عن أي مشاكل عائلية أو زوجية، إذ تعد كثير من الفتيات أو المطلقات أن السكن بشكل مستقل مع وظيفة ثابتة يحققان لهن الاستقلالية، ويعززان الثقة في النفس والاعتماد على الذات.