يعد التحرش في بيئة العمل قضية مهمة تؤثر في العديد من الموظفين. ويمكن أن يتخذ عدة أشكال كما عرفه نظام مكافحة التحرش فهو (كل قول أو فعل أو إشارة ذات مدلول جنسي، تصدر من شخص تجاه أي شخص آخر، تمس جسده أو عرضه، أو تخدش حياءه، بأي وسيلة كانت، بما في ذلك وسائل التقنية الحديثة).

ويمكن للتحرش أن يسبب اختلالًا نفسيًا، وانخفاضًا في الإنتاجية في العمل، وقد يؤدي لمغادرة المكان لعمل آخر. لذلك، من الضروري تحديد ووقف التحرش في بيئة العمل.

على صعيد الثقافة التنظيمية داخل جهات العمل أيا كانت، فإن من أهم الخطوات لوقف جريمة التحرش هي خلق بيئة عمل آمنة وداعمة، حيث ينبغي على قادة المؤسسات تطوير سياسات تحظر التحرش، وتقديم إرشادات واضحة حول كيفية الإبلاغ عن الحوادث. وينبغي عليهم أيضًا توفير التدريب للموظفين حول ما يشكل جريمة تحرش، وكيفية التعرف عليه. وينبغي التأكد من أن جميع الموظفين على دراية بحقوقهم ومسؤولياتهم فيما يتعلق بجريمة التحرش.

كما أن هناك أدوات نظامية قد تساعد المحققين الإداريين داخل جهات العمل في شكاوى التحرش وتطوير السياسات الوقائية الفعالة تجاه هذه الجريمة، حيث إن وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية أصدرت قرارًا وزاريا بشأن ضوابط الحماية من التعديات السلوكية في بيئة العمل، يشمل جميع أنواع التعديات الممكنة.

خطوة أخرى مهمة لوقف جريمة التحرش هي اتخاذ إجراءات سريعة عند وقوع الجريمة. كذلك فإن التحقيق في جميع شكاوى التحرش على وجه السرعة، وبشكل شامل وبكل سرية يتطلبها الموقف. وينبغي عليهم أيضًا اتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة ضد المتحرش، والتي قد تشمل إيقافه مؤقتًا لحين البت في الشكوى، أو إنهاء عقده حال التأكد من نتائج تحقيقات النيابة العامة، وما تفضي إليه من حكم قضائي نهائي أمام المحاكم الجزائية. بجانب ذلك ينبغي على المختصين داخل بيئات العمل تقديم الدعم لضحية جريمة التحرش، مثل خدمات الاستشارات النفسية والتي قد تكون ضمن اتفاقيات التأمين الصحي للجهات أو إجازة من العمل...إلخ.

لعل أهم الأدوات لدى المنظمات والتي قد تمنع جريمة التحرش هي خلق ثقافة داخل العمل تدعو لتعزيز التنوع والاندماج في بيئة العمل، حيث يقدر الجميع الاختلافات وتعزز الاحترام لجميع الموظفين، وتدعو للتسامح والتعايش خصوصًا في بيئات العمل متعددة الجنسيات والثقافات، ويمكن أن يسهم ذلك في منع وقوع جريمة التحرش.