هي ليست جهود جهة واحدة، بل تكاتف وتعاون كل الجهات الحكومية، على صعيد الخدمات الصحية، كانت هناك 354 منشأة صحية، وأكثر من 36 ألف ممارس صحي و7600 متطوع، لتقديم الخدمات الطبية للحجاج. احتاج قرابة 400 ألف حاج لخدمة طبية، أجريت 50 عملية قلب مفتوح وأكثر من 800 قسطرة قلبية، إضافة إلى أكثر من 1600 جلسة غسيل كلوي، ذلك أن الحج فرصة لا تُتاح للبعض إلا في شيخوختهم، أو في مرضهم، فيأتون على أمل أن تكون خاتمتهم حسنة على الأراضي المقدسة، فيكتب الله لهم عمرًا جديدًا، ويشفي أبدانهم، في الأرض المباركة، وعلى أيدي أبنائها. ليس المصابون بأمراض مزمنة فقط استفادوا من الخدمات الطبية، بل قُدمت العلاجات والمحاليل الوريدية للذين أصيبوا بضربات الشمس الطارئة، وبلغت أكثر من 8000 إصابة بين الحجيج نتيجة التعرض للشمس وارتفاع درجة الحرارة في هذا الوقت من العام حيث بلغت 48 درجة مئوية، وكذلك استفاد أكثر من 4000 حاج من خدمات مستشفى الصحة الافتراضي، الذي يقدم خدمات الرعاية الصحية الافتراضية عن بعد عبر استخدام أحدث التقنيات الطبية، بإشراف عدد من الاستشاريين في عدة تخصصات دقيقة، يعملون على مدار الساعة في 6 مسارات أساسية، تشمل (السكتات الدماغية الافتراضية، خدمة العناية الحرجة الافتراضية، خدمة القلب، الأشعة الافتراضية، الاستشارات الطبية الافتراضية، الاستشارات عبر العيادات الافتراضية، وخدمة غسيل الكلى الافتراضية).
انتهى موسم الحج وأعلنت وزارتا الحج والصحة عن نجاحه، وخلوه من الأوبئة، الخبر ليس بجديد، ولكننا في كل موسم ننتظر إعلان نجاحه كما لم ننجح من قبل.
حج هذا العام هو الأكثر عددًا ما بعد جائحة كورونا، والتي في عز أزمتها أدى الحجيج مشاعرهم ونجح موسم الحج الأكثر خصوصية والأقل عددًا والأعظم تحديًا.
قل الحجيج أو كثروا، تبقى خدمتهم هي هدف ولاة أمر هذه البلاد المباركة.
شكرًا لرجال الأمن وكل ممارس صحي ومشارك في حج 2023، فقد كنتم حقًا وجهًا مشرفًا للوطن.