الحياة أثمن من أن نضيعها في الهموم والتفكير والحزن، وتذكر خيبات الأمل، ورؤية ما لدى الآخرين أو البكاء على اللبن المسكوب!

لم لا نجعل العيد -مثلا- أعياد شخصية في الحياة؟ قد يجد الشخص أنه من الصعب البقاء مسرورا طوال الوقت لأن الحياة متقلبة في حلوها ومرها، ولا تبقى على حال وكما قال الشاعر الرندي:

من سَرّهُ زَمَن ساءَتهُ أَزمانُ


وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ.

وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ

لا نطلب من أحد أن يكون غير واقعي، وأن يكون مسرورا طوال الوقت دون تغيير في المزاج. بطبيعة البشر السرور والحزن، لكن لا يعطي الأمور أكبر حجمها، ويشيل هموم حتى في الأيام العادية والمسرات. لا يكتئب ولا ينظر للأمور كلها مهما صغرت أو كبرت من خلال النظر لنصف الكوب الفارغ.

بل يكون الشخص متوازناً "عندما تزين الأمور استمتع بها وإن ساءت لا تكبرها فوق حجمها!".

الاستمتاع بالحياة من المتع، وتجلب الصحة والعافية للشخص، وكما قال الأمير خالد الفيصل في رائعته:

"اليا صفالك زمانك علِّ ياظامـي.. اشرب قبل لايحوس الطَّين صافيها

الوقت لو زان لك ياصاح ما دامِ.. ياسرع ما تعترض دربك بلاويهـا "

أرى بعض الشباب وكأنه يحمل الدنيا على رأسه، واستغرب! لا تعتقد أنك الوحيد الذي يعاني أو لديه مشاكل وعقبات، وكل ناجح في الدنيا ياما صادف مشاكل وعقبات حتى وصل ونجح، لكن استجابة الفرد هي التي تفرق!

طريقة استجابتك للمشاكل هي التي تحدد المصير في كثير من الأحيان، وكثير من الناجحين حولوا العقبات إلى فرص، وكثير منهم حاول عشرات المرات وسقط، ولكن قام وارتفع!

ولا تعتقد أن أحدا مرتاح كل الارتياح، ولا يواجه عقبات في دنياه! لكن البعض يظهر، والبعض يكتم، والبعض لا يحاول أن يجعل هذه العقبات حاجزا بينه وبين سعادته واستماعه.

إذا كانت الصحة بخير، وكنت محاطا بالأهل والمحبين، فكل شيء سيكون بخير. الصحة نعمة كبرى من نعم رب العالمين قد لا يحس بها كثيرون، لكنها مفتاح السعادة للاستمتاع ببقية النعم. أما الأرزاق يقسمها رب كريم لا ينسى أحدا، إذا ما تعدل الوضع اليوم يتعدل غدا. وتذكر أنك اليوم لديك نعم كثيرة كنت تتمنى أن تكون لديك بالأمس. تذكر أن بضعا من مليارديرات العالم، رغم أموالهم كانوا يتمنون أن يتخلوا عنها، على أن تطبق عليهم غواصة صغيرة في قاع المحيط!

وتذكر أن كثيرا من أغنى أغنياء العالم، رغم الأموال الهائلة مصابون بالأمراض التي تمنعهم من الاستمتاع حتى لو بجزء مما جمعوه، وكانوا ليتمنوا يوما واحدا صحة وعافية لكي يستمتعوا بالحياة.

اشكر الله واستمتع بالحياة، ولا يكن رد فعلك مبالغا فيه لبعض العقبات، فالأمور ستتيسر، بإذن الله، وها هو وقت جديد سعيد قد بلغته وأنت في نعم لا تعد ولا تحصى.