في الوقت الحاضر ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي كانت ملعبا واسعا لما يسمى (حرية الرأي والتعبير) وجدنا الكثير من خطابات الكراهية والتحريض والعداء.
إن عدم احترام الآخرين ومعتقداتهم وأفكارهم ليس حرية يمكن التساهل معها، ومثل هذا النوع من الازدراء والانتقاص سيكون سببا في إشعال فتيل الفتن، وزرع بذور الكراهية، وزعزعة استقرار الدول والمجتمعات.
إن الحرية في الغرب ترى أن تناول كل شيء مباح حتى الأديان والمعتقدات، ولو ترتب على ذلك الأذى النفسي والجسدي لاتباع تلك الأديان، ومعتنقي أفكارها. كما لعبت السياسة الغربية دورا كبيرا في تأجيج خطاب الكراهية من أجل الفوز في المعارك الانتخابية، ونلاحظ ذلك جليا في خطابات العديد من رؤساء الدول الغربية الذين نهجوا الإساءة إلى الدين الإسلامي للوصول إلى كراسي الرئاسة. بعض هؤلاء الرؤساء - وللأسف - كانوا وقودا للتعصب الديني وهاهم اليوم يدفعون ثمنا غاليا بسبب عدم تقديراتهم لتلك المواقف. لقد أغفل هؤلاء الرؤساء والقادة أن الكرامة الإنسانية وتحت كل الظروف لا يمكن أن تواجه سيلا من الإهانات والسخرية، وتظل كاظمة غيظها. بل ترتب على هذا الازدراء والاحتقار أن الطرف الآخر بدأ في نشر أسوأ مشاعره وأقبح أفعاله، وأصبح السلم الاجتماعي في تلك الدول مهددا.
النفس البشرية في تلقيها للإهانات وتحملها للاحتقار، قد تكون سببا في نشر العنف والشغب في كل البلاد.
ولعلنا نفخر في مجتمعاتنا الإسلامية بأن الدين الإسلامي أكد على ضبط حرية التعبير وتهذيبها، وجعلها قضية مبدأ وتربية قبل أن تكون شأنا قانونيا يحل عن طريق المحاكم.
الإسلام في مجمله أكد على احترام النفس البشرية، وحرم الاستهزاء والاستخفاف والهمز واللمز والسخرية من الآخرين. ووضع التشريعات والقوانين الصارمة لكل من يتعدى على كرامة الإنسان أو الدين. لقد كانت مبادئ الإسلام دائما وأبدا هي خلق مجتمع تسود فيه العدالة والمساواة، ويحارب الظلم ويسهل معيشة الإنسان. ويظل النص القرآني العظيم لكل البشرية (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).