(1)

كان من الممكن جدا أن ننعم بـ«السوشيال ميديا» وخدماتها المذهلة بلا إفراط ولا تفريط، ولكن لأن الأمم تصنع من النفايات تقنية، ونحن نصنع من التقنية نفايات، فقد بلغت الأمور أخيرا حدا من الحضيض لا يُطاق بـ«ميكيافيلية» أنست حفيدات الكرام وأحفاد الرجال مبادئهم السامية، وقيمهم الرفيعة، وتقاليدهم العالية.

(2)

شاهدت شابة تضع الحذاء على رأسها، ملطخة بمعجون الأسنان وأشياء أخرى، تخوض تنافسا حاميا مع شاب يربط رقبته في كرسي، في حالة من الضجيج والصراخ، وطلب الدعم. وفي موقع آخر، قرأت تطاول أحمق على وطنه، وسفيهة على دينها، وعجوز على قيمها، ومرتزق على جيرانه، طمعا في «تفاعل» يمنحهم أرقاما عالية، وشهرة، وأخيرا أصبح جني المال ممكنا!، وهذه أزمة جديدة!.

وفي مستنقع آخر يعج بالصور والفيديو فقط، تفعل الحسابات الأفاعيل من أجل «لايك»، حتى أصبحت الرائحة النتنة تفوح من تلك الحسابات!.

(3)

لا قيمة لك عندما تكسب التفاعل والمال والشهرة، و«تخسرك»، ثم أن نظرتك لك، ورأيك فيك أهم بكثير من أي شيء، وأي حي.

(4)

تطالب المرأة باحترامها، واحترام قيمتها، ثم تغض الطرف عن نظيرتها في الدرك الأسفل من المجتمع، التي كرست جهودها لإثارة الغرائز، والمتاجرة بجسدها بشكل مقزز!، بحثا عن «رقم» وثمن بخسٍ، بينما يقابلها الرجال بالتأديب، والنساء بالصمت!، أو مجابهة الرجال عندما يهاجمون «التاجرة».

تكاتف الجهود ضرورة، لإعادة «التاجرات» إلى مسارات الاحترام، بدءًا من عدم التفاعل مطلقا معهن، مرورا بترك الرجال يؤدبونهن، وانتهاءً بـ«البلوك» العظيم.

(5)

يمكنك الربح في «السوشيال ميديا» دون أن «تخسرك»!.