حسب التقرير الأخير الصادر من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونسكو) والذي أوضح أن أجهزة الحاسوب الموزعة على التلاميذ في المدارس تحتوي على معلومات رقمية قد تشكل جوانب ضارة على عقلية الأطفال. أوضح التقرير أن هناك نقصًا في البيانات والمعلومات عن التأثيرات الجانبية لاستخدام وسائل التقنية في تعليم الأطفال. كما تطرق التقرير إلى أن كمًا هائلًا من البيانات والمعلومات مصدرها جهات وشركات تسعى إلى بيع التكنولوجيا والربح المادي بغض النظر عن مردود وتأثير تلك التكنولوجيا على الأطفال. وأوضح تقرير اليونسكو والذي كان بعنوان (التكنولوجيا في المجال العلمي.. من يقودها) إلى أهمية وجود جهات رقابية تراجع محتوى وتأثير تلك التكنولوجيا قبل السماح باستخدامها من قبل الطلاب. ومع تسارع التكنولوجيا أصبحت العملية التعليمية في كثير من الدول لا تهتم بتنويع مصادر التعلم والمعرفة، وانعكس ذلك بشكل كبير على مخرجات التعليم. إن استخدام التكنولوجيا بإفراط في تعليم الأطفال قد يترتب عليه آثار ضارة، وهذا ما أكدته التقارير العلمية عن وجود آثار سلبية بين الاستخدام المفرط للتكنولوجيا في التعليم وبين وأداء الطلاب. ويستطرد تقرير اليونسكو ليوضح أنه من خلال دراسة هذا التأثير في أربعة عشر دولة كانت الخلاصة أن مجرد حمل الطالب جهازًا محمولًا قد يشتت انتباهه ويؤثر بشكل سلبي على تحصيله التعليمي. كما حذر التقرير من الجانب الأخلاقي لتلك التكنولوجيا فمعلومات الأطفال مكشوفة وإن تقريبًا 98 % من المنتجات الرقمية المستخدمة في التعليم يمكن أن تراقب الأطفال. وإن هناك فقط 16% من الدول التي تراقب خصوصية البيانات في التعليم بموجب قانون فرضته تلك الدول.

تعلم وفهم التكنولوجيا مهم جدًا، ولكن الإفراط والاعتماد على التكنولوجيا في تغذية وتطوير مهارات التعليم وبناء العقل قد يكون ضارًا وغير مفيد. ومن الملاحظ في التقرير أن الأطفال المعتمدين على التكنولوجيا في تعليمهم كانوا أكثر عرضة للخداع بخمس مرات عبر رسائل التصيد الاحتيالي. إن التكنولوجيا الرقمية قد تكون مهمة في العملية التعليمية، ولكن لا بد أن يتم تقنينها والسيطرة عليها من قبل قوانين تنظم عملية التعليم الإلكتروني لا سيما في ظل ضعف الأمن الإلكتروني وضعف البنى التحتية في مدارسنا. إن التكنولوجيا الرقمية يجب أن تساعد المعلمين والطلبة في تحسين أدائهم وإلا تكون سببًا في إيذائهم أو تقليص قدراتهم. إن احتياجات التعليم أولوية قصوى لكل المجتمعات التي ترغب في مستقبل أفضل ومن أجل ذلك يجب ألا تكون أجهزة الحاسوب بديلا للتفاعل البشري في العملية التعليمية. في دراسة في الولايات المتحدة الأمريكية أوضحت أن عدم المساواة في التعليم قد زادت مع استخدام تكنولوجيا التعلم عن بعد. ومن هنا فلا بد من التركيز على موارد التعليم وليس على موارد التكنولوجيا ففي البيرو مثلًا تم توزيع مليون جهاز محمول على التلاميذ دون دمجها في أصول التعليم إلا أن العملية التعليمية لم تتحسن بل انخفض مستوى التلاميذ عن فترة التعليم السابقة.