(1)

يلاحظ ذوو الألباب أن «الوسواس» - مؤخرا - بدأ يتلف الأنفس، و«الوسواس القهري» يعبث بالأرواح، و«البارانويا» تفتك بالبيوت، والشك يبطش بالعائلات، ولا يمكن لـ«مُصلح» أن يهمل أيًا من الأسباب لهذه الاعتلالات «العنقودية» التي لا نهاية لها.

(2)

أو لم يروا أن نقص الإيمان، ونقص فيتامين دال، ثم الأسباب العادية كالفراغ وما شابه، كلها ذرائع للمرض النفسي لا يمكن إهمالها، كلا بل إن اجتماعها أمر واردٌ جدا.

(3)

الشعور بالسحر، والرعب من «العين»، بلغ حدودا من «الجنون» لا يمكن للعقول السليمة استيعابها، بل إن أغلب من يعانون لا يملكون ما يُحسدون عليه، و«الجهل» سيد المشهد.

(4)

يقول الرحمن - جلّ في علاه - في محكم التنزيل الذي هو شفاء: «أمن يجيب المضطر إذا دعاه»، كلمة «دعاه» تأتي كحافز لترميم العلاقة مع الله بمبادرة ذاتية دون الاستعانة بأي شيء، وأي حي، وذلك عبر وسائل لا تكلّف شيئا، إذ يجدها كل من نشدها بثقة لا يخاف بخسًا ولا رهقًا.

(5)

ويقول الطب: ساعدنا على نفسك، من حيث الوصف الدقيق للمشكلة، والثقة بقرار الطبيب، والسلامة من أطباء «المجالس» الذي يشخصك ويخرج لك الدواء من جيبه قبل أن يرتد إليك طرفك، وكم بيننا من «مبلسين» يطعنون بمواربة جريئة بالطب والأطباء، وكأنهم يملكون من الأمر شيئا..

(6)

العلاج الذاتي أهم جزء في رحلة الخروج من الأزمات الروحية، والاضطرابات الوجدانية، والاعتلالات النفسية، ذاك أن النهوض والخروج من «القمقم» لا يمكن أن يقدمه أحد لمريض، إن لم يبادر.

ماذا يفعل القرآن، والطب، أمام «مريض» يائس، ومقتنع أن علاجه صعب، ولا يثق بأحد؟!.

(7)

انهض، واصطبر، ولا تبتئس، فهذا النفق ليس له نهاية، لكنه متعدد «المخارج»، واهرب إلى الضوء، ولا يستغلك أحد، بالزيت والماء، والأدوية المتكدسة بالصيدلية، فأنت «طبيبك».