فيما تعد السمنة واحدة من أهم المشاكل الصحية في العالم، وفيما توصل الطب إلى إجراء عدد من عمليات التكميم (وهي إجراء جراحي لإنقاص الوزن عبر تقليل حجم المعدة وبالتالي تقليل كمية الطعام الذي يمكن تناوله)، إلا أن أصحاب بعض المهن لا تناسبهم مثل هذه العمليات، ويجدون أنفسهم بالتالي مضطرين للبحث عن بدائل أخرى للتخلص من السمنة.

ولعل أبرز المهن التي لا تلائمها ولا تجدي معها عمليات التكميم هي مهنة «الذواقين» أي أولئك الذي يعمل بتذوق الطعام في المطاعم الفاخرة والقصور، ويتولون تذوق أصناف الطعام قبل تقديمه.

ويقول عبداللطيف آدم «درست فن الطبخ في فرنسا، وحصلت على شهادة في فن الذواقة، ومع مرور الأيام بتّ أشعر بزيادة في الوزن لأن مهنتي تعتمد على تذوق الطعام بشتى أنواعه، وبعد عامين فقط من وجودي بالمهنة صار وزني 99 كلج، فبدأت في ممارسة الرياضة لكن دون جدوى، وحين فكرت بإجراء عملية تكميم قوبلت بالرفض من الطبيب الذي أكد أن نجاح العملية يحتاج حمية غذائية تاليو لها، وهذا لا يتناسب مع مهنتي».

كما يقول مصطفى أحمد، وهو يعمل في مهنه الذواقة في أحد الفنادق «وزني 101 كلج، وزوجتي تلح علي دائمًا لإجراء عملية تكميم، وبعد إجراء الفحوصات وقبل العملية أخبرني الطبيب أن العملية ليست هي الحل الوحيد للتخلص من السمنة، بل يجب اتباع حمية غذائية والابتعاد عن السكريات والأطعمة الدسمة وهذا لا يتناسب مع مهنتي، لذلك رفضت إجراء العملية، ولجأت إلى إبر التنحيف وممارسة الرياضة يوميًا».

حالات غير ملائمة

يشير استشاري جراحة المناظير والسمنة، رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة السمنة البروفسور الدكتور عائض القحطاني إلى عدم مناسبة التكميم للبعض يعود كذلك إلى أسباب مختلفة غير المهن أيضًا ، مثل من تكون لديهم عمليات سابقة في منطقة البطن بشكل كبير لأنها تشكل خطرًا مع عملية التكميم، وهناك أشخاص لديهم مشاكل في التخدير العام مثل من يعانون مشكلة في التنفس فهنا لا نستطيع إجراء تخدير له، وهناك من لديهم أعراض القلب، ومن لديهم سيولة عالية جدًا في الدم، ومن يعانون الأورام السرطانية، ولا بد من معرفة أن جميع عمليات إنقاص الوزن تحتاج اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة حتى لا يعود الشخص لوزنه السابق.

مهنة ضد الروتين

أوضحت استشارية التغذية الدكتورة عواطف عبدالحميد أن «مهنة التذوق تعتمد على معرفة أنواع الطعام وتذوقه لتميز الجيد منه، لذلك يصاب من يعملون بها بالسمنة أو زيادة في الوزن، ولكن أيًّا منهم لا يستطيع إجراء عملية تكميم للتخلص من السمنة، لأن نجاح العملية يستلزم اتباع روتين معين من الحمية والرياضة، والذواقون لا يستطيعون الالتزام بالحمية الغذائية، وهؤلاء ينصحون بممارسة الرياضة كحل بديل ربما يعطي نتيجة مرضية بنسبة 20 %».

وحول حلول إبر التنحيف، قالت «تعطي إحساسًا بالشبع، لكن قد يكون لها مضاعفات كالشعور بالغثيان وعدم تقبل الأكل، وبالتالي من يعمل بالتذوق قد يخسر عمله في حال استمر عليها لعدم مقدرته على تقبل أنواع الطعام».

ونصحت العاملين بهذه المهن بالرياضة وشرب كميات من الماء وتخطيط برنامج اليومي بحيث يتم الرياضة كحصة يومية أما المغامرة بإجراء عملية تكميم فقد تكون نتيجته الفشل لعدم الالتزام بالحمية والرياضة.

وبينت أن كثيرًا من جراحي السمنة يرفضون إجراء عمليات التكميم للأشخاص الطباخين والذواقة، وكذلك من يعمل في مجال الألعاب الرياضية مثل حمل الأثقال.

حالات غير ملائمة

يشير استشاري جراحة المناظير والسمنة، رئيس الجمعية السعودية لطب وجراحة السمنة البروفسور الدكتور عائض القحطاني إلى عدم مناسبة التكميم للبعض يعود كذلك إلى أسباب مختلفة غير المهن أيضًا ، مثل من تكون لديهم عمليات سابقة في منطقة البطن بشكل كبير لأنها تشكل خطرًا مع عملية التكميم، وهناك أشخاص لديهم مشاكل في التخدير العام مثل من يعانون مشكلة في التنفس فهنا لا نستطيع إجراء تخدير له، وهناك من لديهم أعراض القلب، ومن لديهم سيولة عالية جدًا في الدم، ومن يعانون الأورام السرطانية، ولا بد من معرفة أن جميع عمليات إنقاص الوزن تحتاج اتباع حمية غذائية وممارسة الرياضة حتى لا يعود الشخص لوزنه السابق.

بدائل التكميم

أضاف الدكتور القحطاني «نحن ننظر لحلول السمنة بطرق متدرجة واختيار كمية الوزن الزائد وتحديد ما إن كانت السمنة مفرطة أو متوسطة أو زيادة في الوزن، ونعطي من لا يحتاج تدخلًا جراحيًا حمية غذائية ونصائح بممارسة الرياضة إلى جانب أبر التنحيف التي يستعمل بعضها يوميًا وبعضها أسبوعيًا، ومنها أحادي التأثير ومنها ثنائي التأثير وكذلك ثلاثي التأثير، ويوجد منها حبوب وكل مجموعة من هذه الإبر لها محاسنها ومساوئها، وبعضها له أعراض جانبية لكن نزول الوزن متوقع فيها من 10 إلى 15 كلج، لكن كثيرين يعودون لأوزانهم السابقة بعد إيقاف الأبر حسب ما تبينه بعض الدراسات، ربما لأن شهيتهم تعود بشكل أكبر من السابق».

حلول أخرى

يتابع القحطاني «هناك حلول أخرى، وهي عمليات بالون المناظر وينصح بها الأشخاص الذين لديهم زيادة من 10 إلى 15 كلج، وهي أكثر فعالية من الإبر، لكنها تُشعر الشخص بالآلام بعد إجرائها حيث تصرف له المسكنات في الأسبوع الأول التالي للعملية».

وأكمل «كذلك من يجري هذه العملية بعد إخراج البالون بفترة لا بد أن يحافظ على وزنه باتباع حمية غذائية والرياضة، وكشف أن 70% ممن يجرون عمليات بالون المناظر تعود أوزانهم بعد إخراجه».

كرمشة المعدة

أكد القحطاني أن «هذه العملية تجرى لمن لديهم زيادة وزن متوسطة أكثر من 15 كلج، وينزل الوزن فيها تدريجيًا، ولا يرافقها تساقط الشعر أو ترهل الجلد أو نقص الفيتامينات، وتتم باستخدام المنظار الهضمي عن طريق الفم دون شقوق جراحية في البطن، ويتم من خلاله تصغير المعدة بما يقارب 60 % من حجمها الطبيعي، وبالتالي يخسر الشخص حتى 20 كلج من وزنه، وهذه تكون للأشخاص الذين لا تصلح أجسامهم للتكميم لأن أوزانهم ليست عالية، أو لأنها لا تناسب العمليات الجراحية، أو لأشخاص يخافون من العمليات الجراحية، وفي كل الأحوال لا بد من اتباع حمية غذائية والبعد عن السكريات ومضغ الطعام جيدًا حتى لا تعود أوزانهم، وميزة هذه العمليات أن الشخص حين يرغب في فتح خيوط الكرمشة يستطيع ذلك عن طريق الأطباء المختصين».

رجوع الأوزان

أكد القحطاني أن دراسات أثبتت أن %15 من الأشخاص الذين أجروا عمليات التكميم رجعت أوزانهم، بسبب كبر حجم المعدة، أو لتناولهم السكريات والتمر لأنها عامل رئيس في رجوع الوزن لا بد من الابتعاد عنه، ولكن معظم الناس يصلون إلى 85 كلج بعد التكميم ويحافظون على وزنهم لأكثر من 10 سنوات.

لماذا لا يناسب التكميم الذواقة؟

لأنه يحتاج إلى حمية غذائية تتعارض مع مهنتهم

لأنه يفقدهم الشهية والرغبة بالأكل وهذا لا يناسب عملهم 30

عملية إنقاص وزن في المملكة 85 %

ممن أجروا تلك العمليات وصلوا للوزن المثالي