في الوقت الذي أكدت فيه أمانة العاصمة المقدسة أنها تعد دراسة متكاملة لوضع سوق حراج المعيصم، ودراسة إمكانية تطويره بما يتناسب مع الوضع أو نقل السوق من مكانه إذا تطلب الأمر، بقي حراج المعيصم إحدى صور التشوه البصري الحاد والمتسع داخل المنطقة المركزية لمكة المكرمة، إضافة إلى كونه مصدرًا كبيرًا للتلوث البيئي المتزايد ووجهة لمخالفي نظام الإقامة لممارسة البيع والشراء عبر مباسطهم التي يفترشون بها الطريق داخل الحراج خاصة أيام الجمع.

وتتمحور عدة أحياء سكنية حول حراج الخردة في المعيصم وهي متضررة منه منذ سنوات، وهي أحياء المعيصم والريان والعسيلة والخصراء وضاحية العسيلة الجديدة.

وحتى تزيد الطين بلة، تتوزع على أطراف الحراج ورش سيارات وخلاطات للأسمنت.

وناشد أهالي الأحياء المحيطة، وزير البلدية بالتدخل لإنقاذ أحيائهم بعدما اشتكوا تأخر تفاعل أمانة العاصمة والبلدية الفرعية المعنية.

مماطلة

يشتكي سعود العتيبي وهو أحد قاطني الأحياء المجاورة للحراج من عدم تنفيذ قرار نقل الحراج إلى العكيشية، وهو القرار الذي كان يفترض أن ينفذ منذ 5 سنوات، وقال «لا نعرف ما هي مبررات الأمانة في تنفيذ قرار نقل الحراج، وقد سبق أن تقدمنا مرارًا بطلب نقله لكن دون جدوى، والحراج عبارة عن تشوه بصري مؤسف، وهو يسبب زحامًا مروريًا بشكل يومي، إضافة إلى المخاطر التي تشكلها مخازنه التي سبق أن اشتعلت فيها الحرائق مرات عدة في الأعوام الماضية».

أضاف «تنتشر في الحراج ظاهرة تجمع العمالة المخالفة لنظام الإقامة، حيث يكثرون عقب صلاة العصر حيث يتجمعون على جنباته في طريقهم للبيع والشراء، ولهذا نناشد الوزير بالتدخل فقد فقدنا الأمل في أن تحل أمانة العاصمة هذه المشكلة».

ضرورة ملحة

يرى المهندس أحمد عميري «أن نقل الحراج بكل مكوناته من مستودعات وخلاطات الخرسانة والورش إلى العكيشية بات ضرورة ملحة خصوصًا أنه محاط بالأحياء السكنية، وهو يشكل ضررًا بالغًا على قاطنيها، فإضافة إلى تعطيله اليومي للمرور، فإن الروائح التي تنبعث منه، وكذلك التجمعات الكثيرة للعمالة المخالفة لها مخاطرها الكثيرة».

وتذمر سلطان الهذلي أحد سكان حي الجزء الملاصق للحراج من الجهة الشرقية من عدم استجابة بلدية المعابدة لتطبيق قرار نقل الحراج إلى العكيشية، وقال إن أمانة العاصمة أيضًا ليس لديها الحزم اللازم لتنفيذ قرار نقل حراج الخردة، وهي تهمل ملفه بالرغم من أنه يبعد عن الدائري الأول نحو 5600 متر فقط تقريبا، فإنها لم تكترث إلى أنه يشكل منظرًا مؤسفًا أمام قوافل الحجاج القادمين عبر الدائري الرابع متجهين إلى منى ومزدلفة».

دراسة مطلوبة

بيّن الدكتور محمد الأنصاري أن بقاء الحراج في موقعه أمر غريب جدًا وليس له ما يبرره، وقال «ليس هناك حاجة فعلية للحراج في موقعه الحالي مع كل المضار التي يمكن أن يتسبب بها، ولو أجرت الأمانة المقدسة دراسة عملية حول واقعه، خصوصًا أنه أصبح داخل المنطقة المركزية لقامت على الفور بنقله، لكن الأمر ينتقل من مهلة إلى مهلة، والمشكلة تستمر قائمة دون حل».

كما أكد المهندس عدي محمد أن موقع الحراج لم يعد مناسبًا، وكذلك الأمر بشأن الورش المحيطة به والمستودعات، وقال «لا بد من التدخل السريع لنقله إلى العكيشية لحماية سكان الأحياء المحيطة به من مخاطر استمراره، ويمكن للمحلات التي تقوم بتأجير بعض اللوازم فيه أن تنتقل إلى الأسواق المجاورة أو إلى جعرانة».

طلب زيارة

بدوره، ناشد الدكتور عبدالله العتيبي، أمين العاصمة المكلف بزيارة الحراج يوم الجمعة ليرى بعينه حجم الخطر الذي يشكله، وليقتنع أكثر بضرورة نقله إلى العكيشية، وقال «يكفي الأحياء المحيطة بالحراج أنها تعاني من تعطل الطريق الدائري الرابع منذ أكثر من 10 سنوات، ومن تجاهل البلدية الفرعية لمساكن العزاب داخلها ووقوف الشاحنات وسط الأحياء في مخالفات يومية ليأتي الحراج مكملًا لما بقي من معاناة قاطني تلك الأحياء».

خضوع للمراقبة

أكد المتحدث الرسمي لأمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني لـ«الوطن» أن موقع حراج المعيصم يخضع لمراقبة مستمرة ومتابعة دائمة من قبل أمانة العاصمة المقدسة ومن خلال الفرق الرقابية التابعة لبلدية الشرائع الفرعية.

وقال «هناك عدد من حملات المداهمة التي تتم بين الحين والآخر لمنع أي ممارسات عشوائية مخالفة ومنع الباعة الجائلين ومصادرة المواد الغذائية المعروضة بطرق عشوائية والتأكد من نظامية المحلات التجارية الموجودة بالسوق».

وأضاف «توجد لجنة مشكلة من عدة جهات بمشاركة البلدية والجهات الأمنية المعنية».

وكشف أن «أمانة العاصمة المقدسة تقوم حاليًا بإعداد دراسة متكاملة لوضع السوق، وإمكانية تطويره بما يتناسب مع الوضع أو نقله إذا تطلب الأمر».

المضار التي يشكلها الحراج

ـ يشكل تشوهًا بصريًا وسط الأحياء

ـ يسبب زحامًا مروريًا يوميًا

ـ تكثر فيه وفي الطريق إليه تجمعات العمالة المخالفة

ـ تنتشر على أطرافه ورش السيارات والمستودعات

ـ تكثر فيه مخالفات البيع ورمي القمامة

تصوير: أحمد الذبياني