دعا قائدو مركبات الجهات المسؤولة في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى إدراج مهنة «صيانة الإطارات» ضمن المهن التي تستلزم الحصول على شهادة اعتماد من الهيئات المتخصصة لممارستها، أسوة ببعض المهن الأخرى التي تشترط ممارستها الحصول على شهادة اعتماد، والانخراط في برامج تدريبية، والتأكد من إتقان المهنة.

وركز هؤلاء على أن الإطارات وسلامتها ذات صلة مباشرة بسلامة مستخدمي المركبات، وحتى المارة، مما يستدعي التأكد من كفاءة من يعملون في هذه المهنة، وتدريبهم على أنجع سبل السلامة.

موثوقية قيادة المركبة

بيّن المهندس عبدالله المقهوي، مستشار هندسي، أن كثيرا من الناس يذهبون إلى محلات إصلاح وتركيب إطارات السيارات بصفة دورية، لإصلاح ثقب في الإطار أو استبداله أو ضبط «وزن» الهواء فيه، وكذلك لوزن أذرعة السيارات المؤثرة في التحكم بقيادتها، لأن تلك الأمور مهمة لسلامة وموثوقية قيادة السيارة على الطريق، وتسهم في حفظ أرواح الناس.

وقال: «هذه الأعمال على أهميتها لسلامة الأرواح والممتلكات يمارسها أحيانا عمال بلا مؤهلات، ويجدر أن يلزم هؤلاء باتباع دورات تخصصية، وأن يحصلوا على شهادات اعتماد في إصلاح وتركيب الإطارات ووزنيتها، بحيث تشمل طريقة الكشف عن تلف الإطارات، وكذلك طريقة تشغيل الأجهزة الإلكترونية الخاصة بوزن الإطارات والأذرعة».

وشدد المقهوي على أن إلزام تلك المحلات بحصول العاملين فيها على شهادات اعتماد من شأنه أن يطمئن المستهلكين الذين يتلقى بعضهم أحيانا نصائح من العمال بضرورة تبديل إطار أو أكثر، وهذا أمر مكلف جدا، لذا يجب أن تكون هناك ثقة في أن النصيحة تأتي من متخصص معتمد، وليس من مجرد عامل يرغب في بيع مزيد من الإطار التي غالبا ما تتوافر في المحل.

التساهل في السلامة

يرى هاشم الصالح، مالك مركبة، ضرورة إلزام جميع ممارسي مهن تتعلق بسلامة المركبة باجتياز دورة تدريبية مهنية متخصصة في نطاق عملهم. وقال: «التساهل في إجراءات وسلامة المركبة قد يعرض قائد المركبة والركاب، وحتى الآخرين، إلى الخطر، فمن غير اللائق وغير المعقول أن يشغل شخص غير متخصص جهاز وزن الأذرعة، خصوصا أنه يتعامل مع جهاز إلكتروني دقيق، ومن الأولى أن يتاح العمل في مثل هذه التخصصات لمؤهلين يمتلكون شهادات اعتماد تثبت نسخ منها في المحل».

فحوص منتظمة

تنصح كثير من المواقع التي تهتم بسلامة إطارات المركبات بأن يتولى متخصصون مسألة العناية بالإطارات وإصلاحها، خصوصا أن هناك مشكلات محتملة قد تؤثر على الإطارات يمكن للمتخصص أن يرصدها بعناية، بما يمنع حدوث خلل بالإطار، وينصحون تحديدا بالانتباه إلى

التآكل المتباين للإطار عند الحواف خصوصا، أو الانتباه لنمط متموج لتآكل عالِ ومنخفض، أو سلوك فولاذ مكشوفة يمكن أن تنجم عن مشكلات مثل الضغط المنخفض والمحاذاة غير السليمة والتوازن غير السليم أو مشكلات التعليق.

كما يؤثر تآكل الإطارات على تشبثها بالطرق الرطبة، وهناك مؤشرات «تآكل المداس» التي تساعد في اكتشاف الأمر، وهي عبارة عن بروز مستقيمة رفيعة من المطاط الناعم منتشرة على سطح المداس. وعندما يكون المداس على مستوى البروز نفسه تقريبًا، يكون قد حان وقت استبدال الإطارات.

تطبيق تأكد

من جهتها، تعمل الجهات ذات العلاقة في المملكة على نشر التوعية بسلامة الإطارات من خلال إعداد المطبوعات، وتنفيذ الحملات التوعوية، وعقد ورش عمل تهدف إلى نشر الوعي بشأن كيفية اختيار الإطار المناسب الذي يعتمد على القراءة الصحيحة، وفهم مدلول الرموز والبيانات الإيضاحية والإرشادية المدونة على الإطار، التي من بينها تاريخ الإنتاج وصلاحية الإطار، بحيث لا تزيد الفترة من تاريخ الإنتاج إلى تاريخ البيع على 24 شهرا بالنسبة لإطارات الحافلات والشاحنات الخفيفة، و30 شهرا للشاحنات الثقيلة، بالإضافة إلى التحمل ودرجة الحرارة، والثبات، ورمز السرعة، ومعامل الحمل، ونظم تخزينها، والبيانات المكتوبة عليها، والعلامات التي تتناسب مع نوع السيارة المستخدمة فيها.

ويتيح تطبيق «تأكد» التحقق من سريان مفعول علامة الجودة في الإطارات، وكذلك مطابقة المواصفات السعودية، حيث يعمل التطبيق من خلال استخدام خاصية مسح رمز الاستجابة السريع QR CODE للمنتجات الحاصلة على علامة الجودة، واستخدام خاصية البحث والمقارنة عن المنتجات. كما يعمل باستخدام الأجهزة الذكية التي تعمل بنظامي IOS أو ANDROID.

ويرى كثيرون أن كل هذه المسائل بالغة الأهمية للمستهلك عند مرحلة البيع، لكنهم يعتقدون أن مرحلة ما بعد البيع تحتاج إلى تأهيل العاملين في صيانة الإطارات، وتأهيل محلات صيانتها، لتحقيق التكامل، ورفع مستوى معايير السلامة.