الشخبطة، والسير ذهابًا وإيابًا على الرصيف، والتلويح باليد، والقراءة وسط الصخب والموسيقا، وكذلك وسط مجموعات تتشارك التحضير، والمذاكرة بين أطباق المأكولات. كلها طرق تبدو غريبة بعض الشيء للدراسة، لكن عددًا من الطلاب والطالبات اعتادوها، وهم يؤكدون أنهم لا يستطيعون الدراسة إلا باتباعها، ويؤكدون جداوها بالنسبة إليهم للحفظ والمذاكرة والاستعداد للامتحانات.

ومن المؤكد أن هناك طرقًا أخرى لا تخلو بدورها من الغرابة، ربما تعود لطبيعة الطالب وما يجد أنه يرتاح إليه خلال تحضيراته لامتحاناته على وجه الخصوص.

ولا يمكن الجزم أن هناك طريقة واحدة يمكنها أن تكون نافعة ومناسبة للجميع عندما يتعلق الأمر بكيفية تلقي وفهم المعلومات، فقد يرغب بعضهم في مناقشة الدروس ضمن مجموعات أو في غرفة منعزلة أو بالحديقة أو بمنزل صديق، فيما يفضل آخرون مثلا الدراسة ومراجعة الملاحظات بشكل مفرد.

شخبطة وضجيج

قالت الأخصائية الاجتماعية سهام أحمد الحسني «تتعدد أساليب الدراسة للطلاب والطالبات، ويلجأ بعضهم إلى أسباب محفزة للعملية الاستذكارية، فمنهم من يفضل المذاكرة الجماعية، ومنهم من يريد المذاكرة بمفرده».

وأضافت «تختلف أساليب الطلاب عن الطالبات، فمنهم من يفضل المذاكرة في الأماكن المزدحمة والضجيج، ومنهم من يحفظ باستخدام الشخبطة، فيما يعتمد آخرون على رسوم توضيحية قد تكون في الغالب مضحكة، ومنهم من يغير موقعه كل ‫نصف ساعة، ويجد في هذا التغيير شيئا مشجعا ومحفزا».

الدراسة مشيا

يستعيد نائب سفير الاستحقاق المحاسبي في جامعة نحران أحمد آل يعلا أيام الدراسة في المدارس وحتى التخرج من الجامعة، ويقول «لا شك أن الحديث عن أغرب طرق المذاكرة قبل أي امتحان فصلي أو نهائي وفي أي مرحلة دراسية يعيدنا إلى أجمل الأيام وأسعدها».

ويكمل «كثير من الطلاب سواء من عايشونا أو سبقونا أو أتوا من بعدنا كانوا يبتدعون طرقًا غريبة للدراسة تثير التساؤل أحيانًا، والضحك أخرى، خصوصًا حين تجبرنا على طرح السؤال:

ـ لماذا يذاكر بتلك الطريقة، وما هي جدواها للاستفادة بالفهم والحفظ».

واللافت أن كثيرًا من هؤلاء الذين كانوا يتبعون طرقًا غريبة كانوا من المتفوقين.

ويواصل «من تلك الطرق أن أحد الطلاب لا تروق له المذاكرة إلا وهو يمشي ويأخذ الرصيف سيرًا ذهابًا وإيابًا، وهو يردد ما يقرأه بصوت عال مع حركة لا تهدأ لكلتا يديه».

وعن طريقته في الدراسة، قال «بالنسبة لي كنت أنا وابن عمي متزاملين من الصف الرابع الابتدائي حتى التخرج من الجامعة بشهادة البكالوريوس، ولم نكن نستطيع المذاكرة إلا ونحن مع بعضنا بعضا، فيكون الفهم والحفظ السمة الدائمة التي جعلتنا ننجح وبتفوق مستمر».

الصوت المرتفع

اتفقت ذكرى قاسم وسلمى محمد حول طريقة المذاكرة التي تجدانها الأنسب بالنسبة إليهما، وقالتا «أفضل طريقة تجدي النفع وبالذات في حفظ التعاريف والتعداد هي المشي مع القراءة بصوت مرتفع ومسموع. فالصوت العالي يساعد على السرعة في الحفظ حيث أننا نقرأ ونسمع ما علينا حفظه، والمشي يساعد على النشاط وإبعاد النعاس أثناء المذاكرة. وللأمانة كانت هذه الطريقة هي الأنسب والأجدى بالنسبة لنا».

وسط أطباق الطعام

قالت تذكار المهدي إنها تجد قمة المتعة وقت المذاكرة والاستعداد للامتحانات حين يكون بجانبها الأكل والمشروب المفضلين مع تشكيلة متنوعة من الشوكلاته والبسكويت والبطاطس.

وأضافت «هذه الأشياء توفر الطاقة الإيجابية في قمتها فأذاكر باستمتاع و«روقان» كامل فيتحقق النجاح المصحوب بالتفوق ولله الحمد».

ألفة مع الكتاب

أما شيماء فكان لها رأي وطريقة مختلفين، وهي تقول «كنت أميل إلى صنع ما يمكن أن نسميه الألفة مع المادة، فأقرأ الكتاب كاملا في البدء دون قلق من نسيان أي شيء، فنحن نتعارف فقط، ولا يشترط أن يتم هذا التعارف في جلسة واحدة، فأحيانًا كان الكتاب يستغرق ثلاثة أيام كاملة وربما أسبوعًا بل وربما أكثر. وكنت أحرص على حضور كل المحاضرات وكتابتها، ثم بعد ذلك أعود للمذاكرة التفصيلية بعد أن تم التعارف مع الكتاب».

مسجل الصوت

يشدد حمد اليامي على أنه كان يستخدم مسجل الصوت على جواله ليشرح النقاط الصعبة عن غيب ثم يعود للاستماع إليها حتى يتأكد من أنه فهمها واستوعبها على النحو المرضي والمطلوب.

ويضيف «كنت أعيد الاستماع إلى التسجيل مع مراقبة المعلومات الصحيحة من الكتاب. لقد كان هذا الأمر رائعًا بالنسبة لي».

ويتابه «أتمنى من الطالب والطالبة أن يعطيا لنفسيهما دفعات يومية من التحفيز عبر قراءة القرآن بين ساعات الدراسة، وعبر التوجه إلى الله بقلب مخلص متوكل، واستشعار الضعف والحاجة إلى توفيق الله حتى ننجح ونتقن ما نريد عمله».

جوجل واليوتيوب

يشير صالح حسين صالح إلى أنه لا يمكن أن تكون طريقة ذات نفع مع شخص ما صالحة لكل الأشخاص، وقال «أعتقد انه لكل شخص طريقته الخاصة التي تناسبه في المذاكرة، ولا بد لكل شخص من أن يعرف ما هي الطريقة الأنسب له للحفظ والفهم».

ويتابع «بالنسبة لطريقتي فأنا أولا أجهز الأجواء المحيطة بي لأنني أعدها عاملًا أساسيًا، وأركز في هذه الأجواء على الهدوء بحيث أبتعد عن أي إزعاج وقت المذاكرة».

ويواصل «استعين بمحرك البحث الأشهر جوجل، وأبحث عن المادة باللغة العربية بشكل سريع بحيث لا يستغرق الأمر أكثر من 5 دقائق إن كنت أول مرة أفتح المادة ولا أعلم ما هي، ومن ثم أبحث في اليوتيوب عن شخص يشرح المادة بشكل سلس وغير ممل».

المشي يحفز الدماغ

يوضح كرم محمد أنه يدرس ويذاكر بأكثر من طريقة، ويضيف «كنت دائما أجرب المذاكرة والدراسة وأنا جالس إلى طاولتي لمدة من الوقت، وعند الشعور بالملل وعدم التركيز أبدأ الدراسة والمشي في الغرفة أو في مكان واسع وهادئ، وأدرس وأنا أسير ذهابًا وإيابًا مع التركيز فقط على ما بين يدي من كتاب وليس على ما حولي».

ويتابع «هناك دراسات كثيرة تقول إن المشي يحفز الدماغ جيدًا، وعند عدم تذكر شي أنصح بالمشي والتفكير بما قمت بدراسته، وقد وجدت هذه الطريقة مجدية حيث أنني استذكر ما درسته بشكل أسهل».

ابتكار طرق للغش

أما سعد الوايلي فذهب بعيدًا، وقال «في الوقت الذي كان الطلاب يقضون فيه ليلة الامتحان في المراجعة والمذاكرة حتى لا يفوتهم أي شىء ويخترع كل منهم طريقة خاصة به للمذاكرة والدراسة، كنت أقضي تلك الليلة في اختراع أغرب الطرق للغش بطرق يصعب اكتشافها، فلم أكن أجيد الحفظ، ولا حتى فهم المسائل التي كانت صعبة جدا علي، لذا كان البحث عن طريقة للغش في الامتحان هو طريقتي في الاستعداد للامتحان».

التمدد على البطن

يشدد فهد اليحيى على أنه «كان يستمتع بالمذاكرة وهو متمدد على بطنه دون أن يهمه المكان، سواء كان المنزل أو مكان عام مثل الحديقة أو «البر»، وأكون قد أحضرت معي مشروبي المفضل وهو الشاي حيث أضعه جانبي وأتمدد وأبدأ المذاكرة».

الاستعانة بصديق

يبين خالد راجح أنه لم يكن يستطيع المذاكرة لوحدة حين تقترب الامتحانات، وقال «عندما تقترب الامتحانات لا أستطيع المذاكرة لوحدي، ولذا كنت أستعين بعدد من الزملاء المتفوقين لضمان أن يشرحوا لي ما يصعب علي من الدروس، وكنت أستفيد منهم كثيرا في الفهم والحفظ، وأحيانًا أستفيد منهم حتى أكثر مما استفيده من المعلم».

خريطة ذهنية

يقول مشرف التوجيه التعليمي والمهني بإدارة التوجيه الطلابي في تعليم نجران حسين مهدي آل عقيل «من المهم أن يضع الطالب جدولا مسبقاً قبل موعد دخوله قاعة الاختبار يذاكر دروسه من خلاله تحسبًا لأي ظرف وتجنبًا للإرهاق والسهر والتشتت».

ويضيف «يلجأ البعض لطرق دراسة غريبة بعضها مضر في اعتقادي، مثل المذاكرة الجماعية فهي تضر، وبرأيي فأجدى وأهم طرق المذاكرة هي المراجعة المتأنية والوافية وذلك من خلال عمل خريطة ذهنية شاملة لكل أقسام المادة وذلك لتعزيز القدرة على تذكرها أثناء الجلوس في قاعة الاختبار».

ونصح كذلك بأهمية أخذ قسط كاف من النوم والتغذية الجيدة، ورأى أنهما عاملان مهمان في تحصيل الطالب سواءٌ قبل أو أثناء الاختبارات كما أننا نود التنويه إلى أن إدارة التوجيه الطلابي (بنين) تفتح خطا للاستشارات النفسية والتربوية قبل وأثناء فترة الاختبار يشرف عليها مختصصون في المجال لما من شأنه مساعدة الطلاب في تجاوز فترة الاختبارات بيسر.

وطالب بتجنب الطلاب لمشاعر الإحباط واليأس واستبدالها بالبهجة والحماس لمرحلة مقبلة أفضل.