فيما شرع أدباء ومثقفون «من الجنسين» في عقد جلسات واجتماعات متعددة، والتواصل مع معنيين وخبراء لمناقشة تأسيس جمعيات ثقافية وأدبية «متخصصة»، وفيما شرعت أندية ومجموعات ثقافية وأدبية «قائمة» حاليًا فعليًا في محاولة التحول من مجموعة أو نادٍ إلى تأسيس جمعية أدبية أو ثقافية، تحمل مسمى النادي والمجموعة، أيد مهتمون وخبراء في شأن الجمعيات، تأسيس تلك الجمعيات، مؤكدين إمكانية استيعاب مزيد من الجمعيات المعتمدة في المركز الوطني للقطاع غير الربحي «الإشراف من الناحيتين المالية والإدارية»، والإشراف الفني لدى وزارة الثقافة، وبالتالي الاستفادة من المزايا الممنوحة للجمعيات.

نظام مؤسساتي

أكد معنيون أن الجمعيات المتخصصة والنوعية تحقق التحول إلى نظام مؤسساتي، وتطور البرامج والمبادرات، وتضمن الحضور الفاعل في المجتمع، والاستفادة من الصناديق والجهات المانحة والداعمة، ومن بينها صندوق دعم الجمعيات، ووزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمركز الوطني للقطاع غير الربحي، كما يسمح بجمع التبرعات وفق أهداف ومرئيات الجمعية، علاوة على تعظيم الاستفادة في تبادل الأفكار والخبرات.

تعزيز الشأن الثقافي

بيّن مدير غرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام يوسف الحربي أنه «ما زال عدد الجمعيات الأهلية في المملكة قليل جدًا مقارنة بالوهج والإبداع البشري في المملكة ومناطقها في المجال الثقافي والفني، حيث وصل عدد الجمعيات الأهلية غير الربحية إلى 65 جمعية وفق بيانات موقع المركز الوطني للقطاع غير الربحي، نصيب المنطقة الشرقية منها 5 جمعيات».

وأضاف «لا تخفى أهمية التجمعات الثقافية والفنية والصوالين والجماعات التي تبدأ من المجتمع وتصب في مصلحة المجتمع، حيث تسعى وتسهم في تعزيز الشأن الثقافي وتنوعه وإحداث فرق مميز في المجتمع، لكن هذه التجمعات من المهم لها الانضمام أو التحول إلى جمعيات أهلية تتبع للمركز ليكون وجودها منظمًا وعلى أسس وقواعد تضمن استمرارها بفعالية، وبمشاركة الجهات الحكومية المشرفة على هذه التنوعات، كما أن الانضمام يساعد في إنشاء مجتمع أكثر ثقافة وتنوعًا بما يعزز التضامن والتفاهم بين الجمهور من خلفيات مختلفة».

بناء للمحتوى الثقافي

أبان المهتم في شأن الجمعيات أحمد الفضلي أن «الاستحداث أو التحول إلى جمعية ثقافية أو أدبية، يحقق عددًا من المزايا من بينها، تنوع مصادر الدخل والتمويل، ويحق للجمعية إطلاق برامج ومشاريع تشغيلية تدر عليها وتعمل على الاستدامة المالية».

بدوره، اقترح المهتم في تأسيس الجمعيات أحمد الزويد، استحداث وتأسيس جمعية تحمل مسمى «جمعية بناء للمحتوى الثقافي»، ورأى أن في ذلك العنوان شمولية بحيث تستوعب مستقبلًا أي محتوى ثقافي، وفي ذلك توسع لمصادر التمويل المالي لها لتوسع الأهداف.

وبين أنه «يمكن مستقبلًا الاستثمار في إنشاء أندية مختلفة من بينها ناد للقراءة في المناطق السياحية والحدائق، وتنفيذ برامج لتعليم الكتابة الإبداعية في المقال الصحفي، والسيناريو، والكتاب، والقصة، والفنون الأدبية المختلفة، وتبني مبادرات ومسابقات ثقافية، مثل: العائلة تقرأ، تحدي القراءة، وتحدي الكتابة، وتلك البرامج خطوات أولية لمصادر التمويل المالي من خلال بنود الرعاية والدعم من القطاع الخاص، ورسوم المشاركات فيها».

وأضاف «أنصح باستحداث جمعيات تتولى إداراتها شخصيات فاعلة في المجتمع، وسيكون النجاح والتميز حليفها بحيث يكسبها ثقة الجهات المانحة ويدعم برامجها».

فريق تطوعي

استعرض رئيس فريق همسات الثقافي التطوعي في الأحساء هلال العيسى حزمة من البرامج المقترحة التي قد تسهم في دعم خزينة الجمعية الثقافية أو الأدبية، مبينًا أن الخدمات التطوعية المتخصصة في المجالات الثقافية والأدبية متلائمة بشكل كبير مع المتطوعين والمتطوعات من طلاب وطالبات المرحلة الثانوية، فهناك كثيرون منهم يحرصون على التسجيل في الفريق التطوعي المتخصص في الشأن الثقافي والأدبي لقربه من المجال الدراسي والتعليمي، وبالأخص للتخصصات الأدبية، ومن هذه البرامج تنظيم محافل ثقافية، ومزادات للأعمال التشكيلية وغيرها من البرامج. تحول مبهج أبان القاص طاهر الزارعي أن تحول المجموعات الثقافية والأدبية إلى جمعيات تتبع المركز الوطني غير الربحي يعد تحولًا مبهجًا، وقال «أعتقد أنه تحول يؤيده معظم مثقفي وأدباء المملكة، وهو شاهد على تحقيق جودة العمل الثقافي والأدبي، فالمجموعات الثقافية والأدبية تحتاج إلى خلق قوة التأثير في المجتمع وتنمية العقلية الاجتماعية بما يتناسب مع ما يطرحه الشباب من ابتكارات في مجال العلوم والتكنولوجيا ومجالات أخرى، ويأتي المركز الوطني للقطاع غير الربحي كنافذة يطل منها ذلك العمل على تكامل الجهود وتنظيم الأدوار وزيادة التنسيق والدعم مع المؤسسات الحكومية الساعية لتفعيل الاستثمار الثقافي والأدبي لتمكين الأفراد وإيجاد فرص ثقافية في المجال الثقافي والأدبي ولإيجاد حلول تهدف لتنمية الثقافة والأدب عبر هذا القطاع المهم».

فعل نحو الأفضل

رأى العضو السابق في مجلس إدارة نادي الأحساء الأدبي عبدالجليل الحافظ أن «تحول القطاع الثقافي المتمثل في التجمعات الأدبية الشعرية والقصصية من المؤسسة الرسمية إلى المؤسسة المجتمعية هو فعل نحو الأفضل، ولا يعني هذا أن ننكر دور المؤسسات الرسمية في النهوض بالثقافة والأدب في الفترة الماضية، لكن الوقت حان الآن لينهض المجتمع بنفسه بهذا العبء حيث تكون الآن عبر أجيال عدة عدد وزخم ونتاج إبداعي لا يمكن لمؤسسة أو مؤسستين في محافظة أو منطقة أن تنهض به، ولا يمكن للنادي الأدبي في منطقة مثلًا أن يتابع العدد الكبير من الأدباء والمهتمين بالأدب، ومهما فعل سيكون مقصرًا لأن القائمين عليه مهما أخلصوا لعملهم لن يكونوا قادرين على مواكبة الحراك الثقافي والأدبي المتشعب والمتعدد، لذا فإن بادرة إن تكون المجموعات الأدبية جمعية أهلية غير ربحية تقوم بحمل راية الأدب والثقافة بجميع فروعها وانتماءاتها وتوجهاتها هو فعل تجاه الصواب».

وتابع «كل منطقة في المملكة قادرة على إقامة عشرات الجمعيات الأدبية والفكرية مما سيجعل الحراك الأدبي في كل محافظة ومنطقة حراكًا قويًا تنافسيًا يخدم الأدب داخل المملكة».

برامج مقترحة لتوفير إيرادات مالية للجمعية مقابل ساعات تطوعية:

01 تنظيم المحافل الثقافية الأدبية المختلفة.

02 تنظيم مزادات متخصصة في الأعمال التشكيلية.

03 المساهمة في أعمال الشركاء الأدبيين والوكلاء الأدبيين.

04 المساهمة مع الجهات الحكومية والخاصة في تنظيم برامج ثقافية وأدبية في أنشطتها.

05 تبني تنفيذ مهرجانات ومسرحيات وأمسيات أدبية وثقافية بالشراكات والرعايات المختلفة.

06 تنفيذ معارض للكتب، ومؤتمرات، وملتقيات ثقافية وأدبية.

07 تنفيذ زيارات خارجية إلى أنشطة ثقافية وأدبية.

08 إصدار وطباعة وترجمة الكتب والنشرات.

09 تنفيذ دورات تدريبية متخصصة ومتنوعة في المجالات الأدبية والثقافية.

10 برامج أكاديمية «درجة دبلوم» في العلوم الثقافية والأدبية.

11 إعداد البحوث والدراسات الثقافية والأدبية.

12 المشاركة في المعارض والمهرجانات للتعريف بالجمعية وتسويق نشاطاتها.