بعيداً عن السرد الخيالي إلى حد ما، هل فكرت شركة بمواصفات عالمية كـ»أرامكو» مثلاً التي تهتم بسلامة منسوبيها أثناء تنقلاتهم المرورية بأن تمول دراسة بحثية إحصائية بشراكات متعددة ما بين وزارة الداخلية وشركاء النجاح للسلامة المرورية، بأن تحتسب عدد السائقين الذين تتجاوز مبالغ مخالفاتهم المرورية 20 ألف ريال على سبيل المثال، ثم تقيس الانحراف المعياري مع الزاوية «الفزلكاوية» لنسبة صعود المخالفات لذلك المخالف، فإذا كان في عام كامل مثلاً يرتكب 10 مخالفات ثم أصبح يرتكب 30 مخالفة كمعدل سنوي ثم 40 وهكذا، فهل أصبحت مبالغ المخالفات المرورية نفسها هي المتسبب في عدم اكتراث المخالف بارتكابه للمخالفة، وإن كانت كذلك فكم من هؤلاء المخالفين الذين تجاوزت مبالغ مخالفاتهم المرورية هذا الرقم، كم منهم لم يجدد رخصة القيادة، وهل لأجل ذلك ترك مركبته من دون تأمين قائلاً في نفسه «خاربة خاربة»، فما هي الحال إن صدم أحداً من مرتادي الطريق، فبدلاً من أن يكون مديوناً بمبالغ المخالفات، أصبح مديوناً للحق الخاص، فما هي احتمالية أن «يمسك عقله» ويحترم أنظمة المرور، بينما في المقابل إن نشأ تحالف من الشركات العملاقة الحكومية التي تهتم للسلامة المرورية بأن يحدد هؤلاء المخالفين الميؤوس من انضباطهم، ثم إبلاغهم بأن هذا التحالف مستعد لسداد 25 % من مخالفاته إن لم يرتكب أي مخالفة في الربع الأول ثم تصل النسبة إلى %50 مع الربع التالي وهكذا حتى سداد %100 من مبالغ مخالفاته إن لم يرتكب مخالفة واحدة طوال العام، فهل سنرى أجيالاً انضباطية أكثر مما نراه، وهل ستصبح طرقنا أكثر أماناً ممن (لم تعد المخالفات المرورية تخيفه).