اعتبر الاحتلال الإسرائيلي عدوانه وهجماته في شمال قطاع غزة وتدميره بشكل كلي إنجازا يشاد به، وقال المتحدث باسمه، الأدميرال دانييل هاغاري إن القوات «ستواصل تعميق الإنجاز» هناك، وتعزيز الدفاعات على طول السياج الحدودي بين إسرائيل وغزة، والتركيز على الأجزاء الوسطى والجنوبية من القطاع، مع دخول الحرب ضد حماس شهرها الرابع.

وقامت إسرائيل بالفعل بتقليص هجومها العسكري في شمال غزة وواصلت هجومها في جنوب القطاع، حيث يتم ضغط معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في مناطق أصغر في كارثة إنسانية، بينما يتعرضون للقصف الجوي الإسرائيلي.

وجاء هذا الإعلان قبل زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل. ولكنه التقى مع العاهل الأردني ووزير الخارجية، وزار مستودع برنامج الغذاء العالمي في عمان، بينما يمضي قدما في مهمة دبلوماسية عاجلة في الشرق الأوسط لمنع الحرب الإسرائيلية ضد حماس في غزة من التصعيد.


وشدد بلينكن على ضرورة قيام إسرائيل بتعديل عملياتها العسكرية لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين وزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى غزة، مع تسليط الضوء على أهمية إعداد خطط مفصلة لمستقبل ما بعد الصراع.

البنية التحتية

وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه أنهى القتال الرئيسي في شمال غزة، قائلاً إنه أكمل تفكيك البنية التحتية العسكرية لحركة حماس هناك، وأصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرة أخرى على أن الحرب لن تنتهي حتى تتحقق أهداف القضاء على حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا لإسرائيل.

وقال لحكومته: «أقول هذا لأعدائنا وأصدقائنا على حد سواء». «هذه مسؤوليتنا وهذا واجبنا جميعا».

وأدى الانتقام الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً إلى مقتل أكثر من 22700 فلسطيني وإصابة أكثر من 58000 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة، ويقول مسؤولو الصحة إن حوالي ثلثي القتلى كانوا من النساء والقاصرين.

انتهاكات كارثية

وجاء في بيان للديوان الملكي أن الملك عبد الله الثاني «حذر من التداعيات الكارثية» للحرب في غزة، ودعا الولايات المتحدة إلى الضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار.

وقد انتقدت الأردن ودول عربية أخرى بشدة تصرفات إسرائيل وتجنبت الدعم العلني للتخطيط طويل المدى، بحجة أن القتال يجب أن ينتهي قبل أن تبدأ مثل هذه المناقشات. ويطالبون بوقف إطلاق النار منذ منتصف أكتوبر، حيث بدأ عدد الضحايا المدنيين في الارتفاع. وقد رفضت إسرائيل ذلك.



برنامج الأغذية

كما قام بلينكن بجولة في مستودع التنسيق الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي في العاصمة الأردنية حيث يتم تعبئة الشاحنات بالمساعدات لتسليمها إلى غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.

وأشاد بالعمل الذي يقوم به برنامج الأغذية العالمي ووكالات الأمم المتحدة الأخرى، وكذلك الحكومة الأردنية لإيصال المساعدات إلى غزة.

وقال بلينكن: «إن الجهود المبذولة هنا لجمع وتوزيع الطعام على المحتاجين ضرورية للغاية».

كميات أكبر

وتضغط الولايات المتحدة على إسرائيل منذ أسابيع للسماح بدخول كميات أكبر من الغذاء والماء والوقود والأدوية وغيرها من الإمدادات إلى غزة، وقد أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً في 22 ديسمبر يدعو إلى زيادة فورية في تسليم المساعدات. وقبل ثلاثة أسابيع، فتحت إسرائيل معبر كرم أبو سالم، مضيفة بذلك نقطة دخول ثانية للمساعدات إلى غزة بعد معبر رفح.

ومع ذلك، فإن معدل دخول الشاحنات لم يرتفع بشكل ملحوظ. وهذا الأسبوع، دخل ما معدله 120 شاحنة يوميا عبر رفح وكرم أبو سالم، وفقا لأرقام الأمم المتحدة، وهو أقل بكثير من 500 شاحنة من البضائع التي كانت تدخل يوميا قبل الحرب وأقل بكثير مما تقول جماعات الإغاثة إنه مطلوب.

ويعتمد جميع السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريباً على الشاحنات القادمة عبر الحدود من أجل بقائهم على قيد الحياة. ويعاني واحد من كل أربعة فلسطينيين في غزة من الجوع، بينما يواجه الباقون مستويات أزمة الجوع، وفقا للأمم المتحدة.

قتلى القصف

وأكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، أن 142 موظفًا للأمم المتحدة قتلوا في القصف الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الـ93 على التوالي، لافتة النظر إلى أن عدد ضحايا العدوان من موظفي الأمم المتحدة هو الأعلى في تاريخ المنظمة الدولية.

وأوضحت الأونروا إلى أن 130 منشأة ومدرسة تابعة لها أصيبت بشكل مباشر في القصف الإسرائيلي على جميع مناطق قطاع غزة، مبينةً أن ما يحدث في غزة هو أخطر من نكبة عام 1948، بعد أن حول الاحتلال غزة إلى مكان لا يصلح للعيش.

وأشارت إلى أن مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة يتضورون جوعًا، وأن كارثة حلت بالأهالي فيها، وهذا يتطلب مضاعفة الجهود للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.



سكان غزة:

تم تهجير أكثر من 85 % من سكان غزة من منازلهم بسبب القصف الإسرائيلي والهجمات البرية

يعيش معظمهم في ملاجئ الأمم المتحدة المزدحمة بما يتجاوز طاقتهم، أو في مخيمات نصبت، أو في الشوارع.

تكتظ المستشفيات القليلة العاملة بالجرحى والمرضى وسط تفشي الأمراض، مع انهيار أنظمة الصرف الصحي.