فيما تعاني معظم دول العالم من ندرة وقلة أطباء التخدير، وفيما يفتقر ما يقرب من 5 مليارات شخص حول العالم إلى تقنيات التخدير الآمنة، وفقًا للموقع الرسمي للاتحاد العالمي لجمعيات أطباء التخدير (WFSA)، لا تبدو السعودية استثناء عن هذه القاعدة، حيث تعاني بدورها من نقص في أطباء التخدير الذين بلغ عددهم في المملكة 4165 طبيبا وطبيبة، وعدد مقيمي التخدير 624 طبيبا، وإجمالي نائب التخدير 2029، واستشاري التخدير 1512 طبيبا.

وبالنظر إلى أهمية تخصص طب التخدير الذي تعتمد عليه سلامة المريض أثناء إجراء العمليات الجراحية فقد انعكست قلة عدد أطباء التخدير سلبا وأدت إلى تأخير مواعيد العمليات غير الطارئة، على الأخص في مستشفيات وزارة الصحة التي أعلنت أن عدد أطباء التخدير فيها بلغ 2074 طبيبا وطبيبة تخدير.

دراسة أطول

أوضح مساعد طبيب تخدير عبدالعزيز إسحاق، أن أطباء التخدير عادة يدرسون لمدة أطول من الأطباء في باقي التخصصات، مبينا أن التخدير علم عميق يحتاج إلى التدريب والدراسة المكثفة، لذلك فإن عدد الملتحقين بدراسة هذا التخصص قلة.

وقال «طبيب التخدير يكون مسؤولا عن سلامة المريض قبل إجراء العمليات الجراحية، بمعنى قبل التخدير يقوم طبيب التخدير بمراقبة ضغط دم المريض، ونبضات القلب، ودرجة الحرارة، ومستوى الوعي، وكمية الأوكسجين في الدم، لكن في التخدير العام هنا تقع المسؤولية أكثر على طبيب التخدير حيث لا بد من مراقبة عملية تنفس المريض من خلال قياس الزفير وكمية ثاني أكسيد الكربون، وقياس كمية الدم التي يضخها القلب وضغط الدم داخل الأوعية الرئوية».

وبيّن أنه في بعض المستشفيات تتم جدولة العمليات نتيجة الضغط الذي تعاني منه المنشأة بسبب كثرة العمليات الجراحية للمرضى وتوفر طبيب أو اثنين من أطباء التخدير، وهنا لا بد من إتاحة وقت كاف لترتيب العمليات الجراحية حسب إمكانيات المنشأة.

انقسامات في التخدير

أشار استشاري القلب الدكتور عادل خالد إلى أن قسم التخدير ينقسم إلى عدة أقسام حسب المنشأة فهناك تخدير للقلب، للأورام، للنساء والولادة، للأطفال، للتخدير العام، لجراحة الطب العصبي، لطب الألم، وغيرها، وعادة يكون داخل المنشأة الصحية من 2 إلى 3 أطباء تخدير ومساعدين، ولكن نتيجة كثرة العمليات المقرر إجراؤها للمرضى يتم وضع جدول بتلك العمليات حسب الأوقات المتاحة خاصة إذا كانت الحالة المرضية لا تحتاج عملية طارئة، ويتم تقديم مواعيد الحالات الأكثر حاجة لتلك العمليات الجراحية، لذلك فإن عدد أطباء التخدير في المستشفيات لا بد أن يكون على الأقل بين 5 و6 أطباء حتى يتم إجراء العمليات بأوقات متقاربة.

مميزات طب التخدير

من جهته، أكد استشاري الأنف والأذن والحنجرة الدكتور عبدالقادر شريف، أن طب التخدير من التخصصات المطلوبة في التوظيف، وأجوره ورواتبه مرتفعة، موضحا أن راتب طبيب التخدير في السعودية المسجل في مهنة التخدير يصل تقريبا إلى نحو 57900 ريال سعودي شهريا، والحد الأقصى لاستشاري التخدير كراتب يصل إلى 88 ألف ريال.

معاناة عامة

بدوره، أكد طبيب التخدير باسم الأحمدي، أن هناك نقصا كبيرا في عدد أطباء التخدير في كثير من دول العالم، ويعود السبب إلى أن هذا التخصص معقد نتيجة التقدم الكبير الذي يشهده القطاع الصحي، فمهنة التخدير تعتمد على تقييم حالة المريض قبل إجراء العملية، وتحقيق الاستقرار لحالته أثناء إجراء العمليات، وإعداد المرضى للعمليات الجراحية الطارئة، والتشاور مع فريق الجراحة فيما يخص حالات المرضى ووضع خطط التخدير المصممة خصيصا لكل مريض على حدة.

جميع هذه الأمور تجعل مهنة التخدير معقدة وتحتاج إلى تركيز عالٍ، ويعد قسم التخدير والالتحاق به من أصعب التخصصات الطبية، وهناك سلبيات لهذا التخصص، منها أن طبيب التخدير قد يرتكب أخطاء تؤدي إلى حدوث وفاة أو مشاكل أخرى للمريض، كما أن صعوبة التخصص والعمل لساعات متأخرة في الليل داخل المنشآت الصحية يقود إلى عدم الإقبال على هذا التخصص.

4165 طبيب وطبيبة تخدير في المملكة

624 طبيب تخدير مقيم

2029 نائب تخدير

1512 استشاري تخدير

2074 طبيب وطبيبة تخدير في مستشفيات وزارة الصحة

287 مستشفى تابعا لوزارة الصحة

45470 عدد الأسرة في مستشفيات الصحة

493 منشأة صحية

52 مستشفى تابعا للجهات الحكومية الأخرى

15157 عدد أسرة تلك المستشفيات