تتنافس سيدات وفتيات جدة على تقديم 10 مهن حرفية، تحكي عادات وتقاليد أهالي الحجاز، إذ حولت مواقع جدة التاريخية إلى ساحة صناعية للحرف، جذبت معها أنظار زوار جدة التاريخية.

مهن قديمة

أوضحت مصممة الأزياء ريم عسيلان مشاركتها في موسم رمضان بالمنطقة التاريخية بركن مشارك يقدم 7 مهن قديمة، تقدم بشكل جديد من بينها مهنة التطريز على المنسج، حيث توضح للزوار الكيفية التي كانت السيدة تقضي بها أوقات الفراغ في تطريز مستلزمات المنزل، ما بين تطريز أقمشة الستائر وبيوت المخدات وعمل الرسائل السرية، التي ترمز لعدة رموز تكون عبارة عن رموز توضع على المروحة اليدوية المصنوعة من سعف النخيل، وتوضع عليه رسالة توضح بأن هذا المنزل يوجد به بنات للزواج وقد توضع في بيوت المصحف، مشيرة إلى أن هناك قطعا تقضي السيدة في التطريز، وتستخدمها في زفاف بناتها، وتتكون من القماش الفخم وتطرز بالخيوط الفخمة والمعادن الثمينة والكنتيل، هو عبارة عن سلك من معدن، ويمكن تقطيعه على حسب القياس المطلوب، وبعد الانتهاء من هذه القطعة تصنع منها ثوب الزبون المديني، أو الشرعة العربي للعروسة، وهذه من عادات أهالي المدينة ومكة وجدة، مبينة أن هناك قطعا تستخدم في تطريزها الزري، وهو نوع من التطريز يعرف بـ(القز القديم)، ويصنع منها الزبون والمدورة التي تلبس على المحرمة، وهو لبس قديم لأهل الحجاز، مؤكدة أن الإقبال على الركن كبير من جميع الفئات العمرية.

الكحل والديرم

تربعت سيدة تقوم بصناعة الكحل أمام الزوار، وهو الكحل الحجري القديم وهي من أدوات الزينة قديما، وعادة تحضر منزليا من قبل النساء، وهو حجر يطحن ليستخدم مسحوقه لتكحيل العيون، ويستخدم كمادة تجميلية للنساء، لكن هناك بعض الرجال ممن يستخدمون الكحل أيضا (أقل شيوعا) ويعد الأثمد أشهر أنواع الكحل، إلى جانب عرض صناعة الديرم وهو قطعة خشبية من شجر الجوز تستورد من المناطق الآسيوية، وتقوم بسحقها وحفظها في علبة، فتصبغ بها الشفاة وتكسبها لونا أحمر ولتوريد الوجنتين ثم يفرك ما تبقى على اللثة والأسنان لتنظيفها وتبييضها وحمايتها من التسوس.

صناعة العطر

أوضحت هند الغيثي أنها دخلت مجال صناعة العطور منذ 22 عاما، وحققت الكثير من النجاحات عن طريق مشاركتها في موسم رمضان، وأن مشاركتها تقوم بشرح للزوار عن طريقة تقطير الورد الطائفي، وأضافت: لعمل تولة من الورد نحتاج من 10_ 14 ألف وردة ضمن مكاييل وأوزان معينة، وتوضع في الإناء المخصص لها، وتبدأ عملية التقطير للورد في زجاجة وبين الإناء والزجاجة مبرد يساعد على التكثيف وظهور الورد على السطح، ويتم سحب الورد بإبرة، ويكون لونه مائلا من الأصفر إلى الأخضر، موضحة أن هناك صحناً يقدم في عفش العروسة قديما، لا يخلو من الورد الطائفي، وهناك ماء يخرج بعد التقطير وهو الذي يصنع منه ماء الورد الطائفي.

خياط الدقديق

يقوم شاب بتجهيز خياطة الدقديق (اللحاف) وهو الحرفي الذي يقوم بصناعة المطارح من مراتب الجلوس والوسائد والمساند والمتكآت التي تصنع من القطن، وهو يختلف عن القطان ولحاف العروس، كان أهم قطع الدبش للعروسة قديما، حيث يغلف بالستين اللامع عادة باللون الزهري، والوجه الآخر بلون أزرق، ويتفنن الخياط في عمل زخارف بالخيط وأشكال هندسية على الغلاف الخارجي، بحيث يمكن تغير اللون سنويا.