ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش على الجانب المصري من الحدود بالقرب من مدينة رفح بجنوب غزة، حيث تخطط إسرائيل لشن هجوم بري بالرغم من التحذيرات واسعة النطاق من وقوع كارثة محتملة. وقد لجأ إليها أكثر من نصف سكان غزة.

قائلًا: «إن أي هجوم إضافي سيجعل الأمور أسوأ – أسوأ بالنسبة للمدنيين الفلسطينيين، وأسوأ بالنسبة للرهائن، وأسوأ بالنسبة لجميع الناس في المنطقة».

وجاءت تصريحاته بعد يوم من فشل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في التوصل إلى توافق في الآراء بشأن صياغة قرار ترعاه الولايات المتحدة يدعم «وقف فوري ومستدام لإطلاق النار».

وأشار مرارًا وتكرارًا إلى الصعوبات التي تواجه إدخال المساعدات إلى غزة، والتي ألقت وكالات الإغاثة الدولية باللوم فيها على إسرائيل إلى حد كبير.

غضب أخلاقي

ووقف جوتيريش بالقرب من طابور طويل من الشاحنات المنتظرة وأعلن أن الوقت قد حان «لإغراق غزة بالمساعدات المنقذة للحياة»، واصفًا المجاعة داخل القطاع بـ«الغضب الأخلاقي». ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس.

وقال: «هنا من هذا المعبر، نرى الحسرة والقسوة... صف طويل من شاحنات الإغاثة المحظورة على أحد جانبي البوابات، وظل المجاعة الطويل على الجانب الآخر».

وقال محافظ شمال سيناء المصري محمد عبد الفضيل شوشة في بيان إن نحو 7000 شاحنة مساعدات تنتظر في محافظة شمال سيناء المصرية للدخول إلى غزة.

وأضاف جوتيريش: «لقد حان الوقت لالتزام إسرائيل الصارم بالوصول الكامل للسلع الإنسانية إلى غزة، وفي روح التعاطف الرمضانية، حان الوقت أيضًا للإفراج الفوري عن جميع الرهائن». وقال للصحفيين في وقت لاحق إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الرهائن يجب أن يحدث في الوقت نفسه.

معادية لإسرائيل

وعندما سئل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تعليقات جوتيريس، أشار إلى منشور على وسائل التواصل الاجتماعي لوزير الخارجية إسرائيل كاتس يتهم فيه الأمين العام للأمم المتحدة بالسماح للمنظمة الدولية بأن تصبح «معادية للسامية ومعادية لإسرائيل».

ويعيش الآن ما يقدر بنحو 1.5 مليون فلسطيني في رفح بعد فرارهم من الهجوم الإسرائيلي في أماكن أخرى.

فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن أي هجوم بري إسرائيلي على رفح سيكون «خطأ» وغير ضروري في هزيمة حماس. وكان ذلك بمثابة تحول في موقف الولايات المتحدة، التي خلص مسؤولوها إلى أنه لا توجد طريقة موثوقة لإبعاد المدنيين عن الأذى.

وتعهد نتنياهو بالمضي قدمًا في الخطط التي وافق عليها الجيش للهجوم، والتي قال إنها ضرورية لتحقيق الهدف المعلن المتمثل في تدمير حماس. وقال الجيش إن رفح هي آخر معقل رئيسي لحماس ويجب على القوات البرية أن تستهدف أربع كتائب متبقية هناك.



وأدى الغزو الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 32 ألف شخص، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة، بينما ترك جزءًا كبيرًا من القطاع في حالة خراب وتشريد حوالي %80 من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن جثث 72 شخصًا قتلوا تم نقلها إلى المستشفيات خلال الـ 24 ساعة الماضية.

واحتدم القتال يوم السبت حول أكبر مستشفى في غزة. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه قتل أكثر من 170 مسلحًا في مستشفى الشفاء منذ أن بدأت غارته يوم الاثنين، وقال يارون فينكلمان، قائد القيادة الجنوبية،: «لن ننهي هذه العملية إلا عندما يصبح آخر إرهابي في أيدينا».

وقال سكان مدينة غزة القريبة لوكالة أسوشيتد برس إن القوات الإسرائيلية نسفت العديد من المباني السكنية.