تحتشد 350 فعالية ترفيهية ما بين غنائية وشعبية ورياضية وغيرها على مدى 3 أشهر في شتاء القطاع التهامي في منطقة الباحة الذي يشهد أجواء دافئة معتدلة وممطرة هذا العام 1445 للهجرة.

وتأتي هذه الفعاليات التي ارتفع عددها عن العام السابق بنحو 35 % بتنوع شديد لتلبي رغبات جميع أفراد الأسرة من الكبار والصغار، كما توزعت في عدة محافظات ابتداءً من المخواة مرورًا بقلوة والحجرة وغامد الزناد ومركز ناوان.

ومن هذه الفعاليات والمهرجانات مهرجان شتاء الباحة، مهرجان الموز والكادي، ومسيرة كات ووك، ومهرجان البُن الثاني، فعاليات هيئة التراث بمحافظة المخواة. مهرجان المحاصيل البعلية الأول، ومهرجان منتجات المواشي الأول، وسباق الفروسية الرابع بالحجرة. والمهرجان الزراعي الثاني بقلوة. ومهرجان العسل الشتوي الثاني بغامد الزناد. وفي مركز ناوان كانت فعالية القيادة الآمنة على الطرق الوعرة والمقامة على طعوس ورمال ناوان الذهبية. إضافة للاستعراض الرملي للسيارات المعدلة والمرهمة.

فعاليات متنوعة

شددت رئيس جمعية الأسرة المنتجة في المخواة صالحة محمد الغامدي لـ«الوطن» على أن التنوع في الفعاليات أعطى انطباعًا متميزًا للأهالي والزوار، وقالت «تنوعت المهرجانات والفعاليات في محافظات القطاع التهامي، واستفاد منها جميع أفراد الأسرة، وكان هناك إقبال كبير من الأُسر والعوائل. وهذا التنوع أعطى المنطقة طابعًا خاصًا جدًا، فقد كنا سابقًا نسافر إلى جدة للترفيه، أما الآن فهذا التنوع جعلنا نتنقل بين المحافظات، حيث تتوفر كل الفعاليات في معظم المحافظات في تهامة».

خطة إستراتيجية

تتابع الغامدي «احتوت قرية ذي عين عددا من الفعاليات، لكن أميزها وأشهرها (مهرجان الموز والكادي) الذي استفادت منه الأسر المنتجة وغيرها، وحضره كثير من الزوار والمواطنين. وهنا عشت أجواء مماثلة لمهرجانات المناطق الأخرى مثل الرياض وجدة».

وأضافت «هناك خطة إستراتيجية وضعها أمير المنطقة، ونُفذت على مستوى المنطقة كاملة، وأنتجت هذا التنوع الجاذب للجميع».

تطورت المنظومة

ركز عبدالرحمن العُمري، مزارع قرية ذي عين، على أن «توزيع الفعاليات على جميع المحافظات في المنطقة كان أمرًا إيجابيًا حقق عدة أهداف، من بينها تحسين البنى الأساسية الداعمة للأنشطة السياحية مثل المنتزهات العامة، ونُزل الإيواء التراثية، ووفر فرص الاستمتاع بسياحة الكهوف، ونحن كمواطنين منتجين نتفهم النشاطات السياحية ونرغب المشاركة فيها، ونجزم تمامًا بأن جهات الاختصاص تعمل على الارتقاء بالخدمات التي تقدم في قريتنا العامرة ذي عين، وتطوير منظومة البرامج والفعاليات الجاذبة وتشجيع المزارعين والحرفيين».

وتابع «بالنسبة لقريتنا ذي عين، فإن حضور المواطنين والزوار في فعالياتها يختلف بين فعالية وأخرى، ومن خلال ما عايشته كمزارع فإن بعض الفعاليات التي أقيمت هذا العام لم نكن على دراية بها إلا قبل الإعلان عنها بيوم، وأنا كمزارع أتمنى أن يتم إشعاري بتلك الفعاليات، وأسعد حين ألتقي بالزوار وأسمع منهم الإشادة والدعاء».

وتمنى أن تتاح لهم الفرصة للمشاركة في صنع القرار السياحي المتعلق بالتخطيط السياحي في قرية ذي عين، وذلك عبر طرح وجهات النظر عن كيفية تطوير السياحة الزراعية داخل مزارعهم.

تنوع ثري وفاعل

شدد خالد العُمري على أن القطاع التهامي ازدان هذا العام بشتاء جاذب امتلأ بتنوع ثري وفاعل، وقال «كان شتاء هذا العام ملائمًا لرغبات الكل ومتوائمًا مع متطلبات الزوار، فقد شهدت محافظات المنطقة ومراكزها حراكًا متزايدًا من البرامج في شتى المجالات الرياضية والترفيهية والثقافية والزراعية والتسويقية. وحزمة المناشط الترفيهية المميزة تلك جعلت من المنطقة وجهة سياحية ماتعة، حملت في طياتها كثيرًا من التنوع والثراء».

وأضاف «تجلى التراث في أسمى معانيه بقرية» ذي عين التراثية «فقد احتضنت هذه القرية عددًا من البرامج التي تهدف إلى العناية بالتراث الثقافي وتعزيز الحفاظ عليه، وإبراز ممكنات هذه القرية الجميلة من ثروات طبيعية وتاريخية وبشرية».

تنظيم وتنسيق

بدوره، امتدح أحمد الزهراني الفعاليات، لكنه أبدى ملاحظة خاصة بالشباب، وقال «الفعاليات جميلة ومناسبة، ولكن أنا كشاب وبصوت الشباب أقول إننا نحتاج إلى تنظيم وتنسيق لمكان الطعوس في ناوان، وأن تكون المنطقة المحيطة بها مهيأة لتواجد الأُسر حتى تتابع براحة، مصحوبة بفعاليات ترفيهية مناسبة يتم إدراجها ضمن جدول فصل الشتاء».