نخلات يافعات تسقط فجأة، أحلام مزارعين تتهاوى، جهد وتعب سنين ينتهي بغتة بين براثن المرض الأدهى بين آفات النخيل في المملكة.. آفة الإصابة بالسوسة الحمراء التي تهاجم بدهاء قلب النخلة، وبكل هدوء تنخر وتنخر في جذعها حتى تدمرها، وتدمر معها الأحلام والجهود.

الأخطر والأشرس

أكثر من 3 عقود منذ أول اكتشاف لإصابة النخيل بآفة السوسة الحمراء، التي تنخر في جسد النخلة كما ينخر السرطان في جسد المريض حتى يقضي عليه تدريجيا. مع ذلك، لا تزال هذه الآفة هي الأخطر والأشرس للفتك بأهم مورد زراعي في المملكة، على الرغم من محاولات وزارة البيئة والزراعة والمياه المستمرة للقضاء عليها، والإسراع في علاج النخيل والوقاية منها.

عدو خفي

بحسب آخر رصد لمركز «وقاء»، فقد استطاعت سوسة النخيل الحمراء القضاء على أكثر من 3000 نخلة وتدميرها، مما استصعب معها العلاج، ولم يكن هنالك بدًا من إزالة النخيل، حيث تمت إزالة 3803 نخلات في مختلف المملكة، بينما تمت معالجة 194.921 نخلة مصابة، منها 168.963 نخلة تمت معالجتها باستخدام المبيدات المقيدة، و18.723 نخلة باستخدام طريقتي الكشط والحقن. بينما بلغ إجمالي البلاغات التي تلقاها المركز ضد هجمات سوسة النخيل الحمراء خلال العام الماضي 328.140 بلاغا، بينما تم فحص 74.429.168 نخلة في مختلف مناطق المملكة.

وقد حذر خبراء ومختصون من أثر السوسة الحمراء على النخيل، مع الإشارة لكونها عدوا خفيا، إذ لا تظهر إلا بعد أن تنخر في جذع النخلة حتى سقوطها.

جذوع غضة

كان أول اكتشاف للسوسة في عام 1987 بمحافظة القطيف في المنطقة الشرقية، قبل أن تنتشر بشكل مرضي، وتصيب النخيل في مختلف مناطق المملكة، وتسجل اسمها كأكبر آفة، وأصعب مرض يهاجم النخيل.

وتكمن خطورتها في تفضيلها جذوع النخلة الغضة التي يقل عمرها عن عشرين عاما. كما أنها تقبل على أفضل أنواع النخيل مثل الخلاص والبرحى والسكري، وهي من الأنواع المرغوبة التي تلقى ثمارها إقبالا كبيرا في سوق التمور السعودية بسبب زيادة نسبة السكريات فيها، وبالتالي ارتفاع مستوى الرطوبة التي تصنع بيئة خصبة للسوسة.

تحقيق المستهدفات

بدورها، اتخذت وزارة الزراعة من خلال مراكز «وقاء» في المملكة طرقا للمكافحة المتكاملة لسوسة النخيل الحمراء، وأعلنت بداية العام أن عدد النخيل في المملكة تجاوز 34 مليون نخلة موزعة على جميع مناطق المملكة، وتستحوذ منطقة القصيم على 11.2 مليون نخلة، والمدينة المنورة على 8.3 ملايين نخلة، والرياض على 7.7 ملايين نخلة، والمنطقة الشرقية على 4.1 ملايين نخلة، مؤكدة أن قطاع النخيل والتمور يعد أحد روافد الإنتاج الزراعي في المملكة الذي يعول عليه في تحقيق نظم غذائية وإحداث تنمية زراعية مستدامة.

وفي إطار العمل على تحقيق تلك المستهدفات، تبنت الوزارة العديد من المبادرات والخطط الإستراتيجية التي تضمنت عددا من المسارات من أجل الإسهام في زيادة الصادرات الوطنية من التمور ومنتجاتها، ورفع معدلات الاستهلاك المحلي، وتحسين الممارسات الزراعية والصناعية؛ لرفع الجودة الإنتاجية للقطاع. كما أنشأت مركزًا متخصصًا يُعنى بنخيل التمور وتنميته.

النخيل 2024

34 مليون نخلة

11.2 مليون نخلة بالقصيم

8.3 ملايين في المدينة المنورة

7.7 ملايين بالرياض

4.1 ملايين في الشرقية