وتحولت الرواية إلى مسلسل رمضاني درامي سعودي حمل عنوان «شارع الأعشى» استوحى من الرواية، وأخرجه أحمد كاتيكسيز، وتستعرض أحداثه التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدها ذلك الحي، لا سيما القصص والذكريات لمن عاشوا تلك المرحلة، وتناولت الأحداث قصص بعض الفتيات في حارة شعبية وسط مجتمع محافظ، ومواجهتهن لتحديات الحياة.
صدارة
تصدر مسلسل «شارع الأعشى» المسلسلات الرمضانية من حيث نسب المشاهدة في عدد من الدول الخليجية والعربية، وكان الأعلى مشاهدة في ثلاث دول خليجية (السعودية، الكويت، قطر).
من جانبها، شكرت الكاتبة والروائية بدرية البشر عبر حسابها على منصة (x) طاقم العمل، مثنية على الوجوه الجديدة الشابة التي أسهمت في نجاحه، وقالت «فيض من الشكر لا ينتهي والقائمة تطول لكل من أسهم في خروج مسلسل الأعشى، أود أن أتوقف اليوم لأشكر العزيزة المبدعة منال العويبيل التي عملت على معالجة سيناريو الأعشى ونقله إلى المحلية بنكهة نجدية مميزة، كما أشكر الأستاذ خالد العمر المستشار الثقافي التراثي الذي عمل على معالجة الديكورات والأزياء واللهجات، كما أشكر الأستاذة سارة دبوس المشرفة على العمل التي أدارت كامل التحديات والضغوط بجدارة، وأشكرها تحديدا على اختيارها الذكي للوجوه الشابة التي كادت أن تكون هي شخصيات الرواية نفسها، وأشكر كامل فريق الإنتاج على العمل معنا سواء على مراجعة السيناريو أو على أرض التصوير، وأولهم أبو زينو وحمادة جمال الدين».
حديث التواصل
لا يزال «شارع الأعشى» حديث مواقع التواصل الاجتماعي، وأرجع بعضهم نجاحه إلى «حنين المجتمع لماضيه القريب، ولعيشتهم السابقة، ولبساطته التي عاشها أكثر من 50% من السعوديين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وهم يشاهدونه وكأنهم يرون أنفسهم في زواياه، وكل واحد منهم قد عاش واحدا من مشاهد المسلسل».
مساس بالمجتمع
يعيد المحلل، الناقد الفني عبدالرحمن الناصر نجاح المسلسل وحصوله على أعلى مشاهدات إلى أن الأعمال التي تمس المجتمع وتاريخه ووجدانياته، تتصدر في الغالب أعداد المشاهدة، وتابع «التجربة كانت على المستوى المحلي، واضحة بعد نجاح مسلسل «العاصوف»، سواء كان ذلك على المستوى الجماهيري أو الإعلامي».
مسلسل متصل
استطرد الناصر «التجربة المحلية المتسلسلة وردت في بعض الحلقات من «طاش ما طاش»، وحققت وقتها مشاهدات عالية، لكن الإنتاج بعد ذلك لم يكن مهيئا لتقديم مسلسل متصل، حيث كانت الفكرة تدور في فلك فكرة طاش «المتصل المنفصل»، حتى توسع الإنتاج في أفكاره ووجد من المسلسلات العربية الاجتماعية التاريخية المعاصرة مشاهدات عالية، مثل «باب الحارة» في أجزائه الأولى».
أثر الرواية
بين الناصر أن نجاح «شارع الأعشى» كان واضحا حتى قبل أن يبدأ عرضه، وقال «ربما يعود الأمر إلى أنه مستوحى من رواية الأديبة بدرية البشر تحت عنوان "غراميات شارع الأعشى"، والقصة الأصلية التي كان ينتظرها الجمهور لتظهر تاريخ الحارة وأزقتها، إضافة لسمعة الممثلين الذين حققوا نجاحات سابقة، وحقق أرقاما ملحوظة في أعداد المشاهدات، كل هذا أتى رغم الإشكاليات المتكررة في التدقيق الإملائي وبعض التفاصيل المهمة التي يجهلها طاقم الإنتاج التركي».
وأوضح أن «الجمهور ما زال لديه شغف في تتبع تاريخه المعاصر، ومعرفة مصطلحاته والفوارق في المعيشة بين آبائه وبين ما يعيشه اليوم».
ولعل نجاحات «شارع الأعشى»، ستحفز المنتجين الآخرين، لبذل جهد أعلى في كتابة وصياغة التاريخ، أو الحقب المعاصرة، لجمع مساحة أكبر حول الدراما الجادة.
شارع الأعشى
ـ مسلسل دراما سعودي.
ـ مستوحى من رواية «غراميات شارع الأعشى» للكاتبة الروائية بدرية البشر.
ـ إخراج أحمد كاتيكسيز.
ـ بطولة إلهام علي، تركي اليوسف، خالد صقر.
ـ تجري أحداثه فترة السبعينيات والثمانينيات.
ـ يستعرض التحولات الاجتماعية والثقافية التي شهدها شارع الأعشى في الرياض.
ـ كلفة إنتاجه 52.5 مليون ريال.