تعاضدت عوامل عدة لترفع عدد البلاغات الإسعافية في منطقة مكة المكرمة إلى أكثر من نصف مليون بلاغ خلال عام واحد، وذلك بمقدار الضعف تقريبا عن أقرب منطقة من مناطق المملكة إليها في عدد البلاغات.

وأعاد مراقبون ومعنيون هذا الارتفاع إلى عوامل، مثل الكثافة السكانية، وعدد الزوار والمعتمرين طيلة المواسم الدينية المختلفة، وكذلك إلى كثرة انتشار المراكز والمنشآت الصحية والإسعافية المتطورة فيها، مما يسهل من عمليات البلاغات والاستجابة، ويعزز ثقة المرضى بالخدمات الإسعافية الطارئة.

كثافة مؤثرة


يقول استشاري الباطنية الدكتور أيمن كرم: «الكثافة السكانية التي تشهدها مكة المكرمة، خاصة أنها تعد من أكثر المدن زيارة بسبب المواسم الدينية، رفعت عدد البلاغات الإسعافية فيها مقارنة بغيرها من المدن، حيث تعد مكة المكرمة من أكثر المناطق كثافةً سكانية في المملكة خلال تلك المواسم، مما يؤدي طبيعيًا إلى ارتفاع عدد البلاغات الصحية والإسعافية، خصوصا مع وجود الزوار والمعتمرين طيلة العام».

وأضاف: «نظرا إلى مكة المكرمة وجهة دينية رئيسة، فإنها تستقبل ملايين الزوار سنويًا لأداء العمرة، مما يزيد من احتمال وقوع الحالات الطارئة. كذلك يؤثر الطقس الحار للمملكة، خاصة بفترة الصيف، في رفع عدد حالات الإجهاد حراري، وضربات الشمس، خصوصًا بين كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة».

منشآت متطورة

من جهته، أوضح المسعف شريف زامل أن من «أسباب ارتفاع عدد البلاغات الإسعافية في مكة المكرمة تلك المنشآت الصحية المتقدمة، ومراكز الإسعاف المتطورة التي تسهل عملية الإبلاغ، وتضمن سرعة الاستجابة، مما يؤدي إلى تسجيل عدد أكبر من البلاغات مقارنة بمناطق ذات تغطية أضعف».

وأضاف: «انتشار الأمراض المزمنة، مثل السكري وأمراض القلب والضغط، التي تتطلب تدخلات عاجلة عند حدوث مضاعفات مفاجئة يؤثر بدوره في رفع عدد البلاغات».

وبيّن أن «الوعي المجتمعي مع حملات التوعية الصحية جعل المواطن والمقيم أكثر إدراكًا لأهمية الاتصال بخدمات الإسعاف عند ملاحظة أي أعراض خطيرة. كما أن استخدام التطبيقات الذكية لعب دورا مؤثرا، حيث أسهمت التكنولوجيا في تسهيل الوصول إلى الخدمات الإسعافية من خلال تطبيقات إلكترونية تتيح طلب الإسعاف بضغطة زر».

حلول عاجلة

يشير استشاري أمراض القلب الدكتور عبدالمعطي آدم إلى أن ما تشهده وزارة الصحة والمراكز والمنشآت الصحية من تطور لافت جعل تقديم الحلول العلاجية العاجلة عبر الخدمات الإسعافية وسرعة الاستجابة ملحوظين، وهذا زاد من ثقة المريض بالخدمات الإسعافية الطارئة، وكذلك دخول التقنيات الجديدة مثل استخدام الذكاء الاصطناعي والتحليل التنبؤي لتوزيع الموارد بشكل أكثر كفاءة.

وقال: «هناك بعض الحالات تقوم بالإبلاغ عن الحالات الصحية وهي في الواقع تستطيع زيارة المراكز والحصول على العلاج بدلا من طلب الإسعاف، لذلك لا بد من تعزيز التوعية المجتمعية بشأن متى يجب الاتصال بالإسعاف، ومتى يمكن التوجه للمراكز الصحية».

وعلل ارتفاع عدد البلاغات في مكة المكرمة بالكثافة السكانية والزوار، حيث تستقبل مكة المكرمة ملايين الزوار سنويًا من جميع أنحاء العالم، خصوصًا في مواسم الحج والعمرة، وهذا يؤدي إلى ارتفاع كبير في عدد الحالات الصحية الطارئة، مع ملاحظة أن كثيرين من الحجاج يكونون من كبار السن والمرضى المزمنين (يعانون أمراض مزمنة مثل القلب، الضغط، السكري)، مما يجعلهم أكثر عرضة لنوبات صحية طارئة. كما أن الازدحام الشيديد في الحرم والمشاعر المقدسة يُزيد من احتمالية تعرض البعض لحالات صحية تتطلب تدخلات إسعافية عاجلة، قابلتها الحكومة بالاهتمام الكبير بتوفير جاهزية عالية لفرق الإسعاف، وبالتالي تكون الاستجابة أسرع، مما ينعكس على ارتفاع عدد البلاغات أو الاستجابات.

العدد الإجمالي للبلاغات الإسعافية في المناطق

(العام 2023)

1- منطقة مكة المكرمة

511.247 بلاغا

2- منطقة الرياض

288.467

3- المنطقة الشرقية

116.739

4- منطقة المدينة المنورة

94.791 بلاغا

5- منطقة عسير

60.970

6- منطقة القصيم

38.201

7- منطقة تبوك

27.487

8- منطقة جازان

29.649

9- منطقة حائل

19.680

10- منطقة الجوف

13.070

11- منطقة نجران

11.018

12- منطقة الحدود الشمالية

7.750

13- منطقة الباحة

12.653