على الرغم من التحذيرات المتكررة من وزارة الصحة بالمخاطر المترتبة على التدخين والتبغ بجميع أنواعه، فإن محلات بيع المعسل والتبغ باتت تنتشر بكثرة ملحوظة في الآونة الأخيرة، بينما يطالب كثيرون الجهات المعنية بتشديد الرقابة، وتنظيم نشاط هذه المحلات التي تتكاثر بوضوح في مختلف أحياء المدن، حتى صارت تتزاحم في مسافات متقاربة وأحيانا متلاصقة.

من تجارة إلى ظاهرة

يعتقد المواطن عبدالرحمن زائر أن تجارة المعسلات تحولت من مجرد نشاط محدود إلى ما يمكن تسميته «ظاهرة لافتة»، حيث تنتشر محلات بيع الشيشة ومستلزماتها وأدواتها، بما فيها المعسل بنكهاته المختلفة، في الأسواق العامة، وقرب المجمعات التجارية، وبجوار الأحياء السكنية.


ويقول زائر: «بات من المألوف رؤية هذه المحلات في مواقع قريبة من المدارس والمرافق العامة، مما يثير تساؤلات حول مدى قانونية وأمان هذه المواقع، وعلى الأخص أن وزارة الصحة تحذر من التدخين والمضار المترتبة عليه، وهناك حملات توعية حول مخاطر التدخين، لذا فإن وجود هذه المحلات بكثرة يسهم في زيادة عدد المدخنين».

من جهته، يقول المواطن عبدالرحمن الزهراني، وهو أحد سكان الصفا: «محلات المعسلات باتت تطوق الأحياء، ومعها تنتشر سلوكيات غير لائقة، ناهيك عن استقطابها فئة الشباب والمراهقين».

وطالب بأن يكون هناك قرار للحد من انتشار هذه المحلات، مضيفا: «على الرغم من الأنظمة التي يفترض أن تنظّم مواقع محلات بيع التبغ والمعسل، فإن كثيرًا منها بات يوجد في قلب الأحياء السكنية، وعلى مقربة من المدارس، وهذا الانتشار العشوائي يثير الاستياء، ويمكن وصفه بأنه استهانة بصحة وسلامة المجتمع»

مخاطر الإدمان

من جهته، أكد الباحث الاجتماعي عبدالله أحمد أن «انتشار هذه المحلات بالقرب من أماكن سكن الشباب والمراهقين يسهل تعرّضهم للتدخين في سن مبكرة. وتشير دراسات محلية إلى أن بدء التدخين في عمر مبكر يُزيد من احتمالات الإدمان، ويضاعف الأضرار الصحية، ووجود محلات المعسل قرب المدارس والمنازل يُشجّع على الفضول والرغبة في التجربة بين المراهقين، وهذا ما يفسّر تزايد عدد المدخنين الصغار».

وأشار إلى أن «المعسل لا يقل ضررًا عن السجائر، بل يحتوي على مركبات مسرطنة وكميات عالية من النيكوتين، ولا يقتصر الأمر على الصحة فحسب، بل يمتد إلى التأثير الاجتماعي والسلوكي، إذ تتحول بعض هذه المحلات إلى أماكن لتجمعات شبابية غير منضبطة، مع شكاوى متكررة من الضوضاء الليلية والازدحام حول المنازل».

مطالبة بتنظيم صارم

طالب استشاري طب الأسرة الدكتور أدهم عبد الجواد بأن يكون هناك حد لوضع هذه المحلات، بحيث تكون خارج النطاق العمراني، وأن تبعد عن المناطق الحيوية كالمنازل والمدارس والمرافق الشبابية. وقال: «في ظل ازدياد محلات بيع المعسل داخل الأحياء السكنية، تبرز الحاجة الملحّة إلى تدخل رسمي عاجل يعيد تنظيم هذا النشاط بما يضمن حماية الصحة العامة، خصوصًا لفئة الشباب، ويحافظ على البيئة المجتمعية الآمنة داخل الأحياء. وفي ظل تزايد محلات بيع المعسلات، يبقى التحدي الأكبر هو الموازنة بين تنظيم النشاط التجاري وحماية الصحة العامة والمجتمع، خاصة فئة الشباب».

حملات توعية

يوضح استشاري الأمراض الصدرية الدكتور مصطفي منير: «وزارة الصحة تقوم بحملات توعوية توضح مخاطر التدخين والتبغ بكل أنواعه، مع ذلك نلاحظ الانتشار الواسع لمحلات بيع المعسلات في الأحياء. والمركبات الكيميائية السامة في هذه المنتجات لا تقتصر أضرارها على الرئتين فقط، بل تمتد لتؤثر على القلب والأوعية الدموية والدماغ، وتزيد من احتمالية الإصابة بأنواع متعددة من السرطان. كما أن الشائع بين البعض أن المعسل أقل ضررًا من السجائر، وهو اعتقاد خاطئ، إذ إن استنشاق الدخان فترات طويلة خلال جلسات المعسل يؤدي إلى تعرض الجسم لكميات كبيرة من النيكوتين والقطران والغازات السامة. وتكمن الخطورة الأكبر في أن هذه العادة تُمارَس أحيانًا في بيئات مغلقة أو جماعية، مما يعرض غير المدخنين للأذى نتيجة التدخين السلبي، ويزيد العبء الصحي والاجتماعي الناتج عنه».

اشتراطات محلات بيع التبغ

ـ يمنع البدء في مزاولة مهنة بيع التبغ دون الحصول على ترخيص من البلدية وموافقة الدفاع المدني

ـ تمنع مخالفة النشاط الذي صدر له الترخيص، ولا بد من استخراج سجل تجاري

متطلبات تشغيلية لمحلات بيع التبغ

ـ أن تكون هناك لوحة «لافتة» على الواجهة بجوار المدخل بمقاس يكتب عليها «يمنع دخول من تقل أعمارهم عن 18 سنة»

ـ وضع لوحة تحذيرية أمام العملاء وفق النماذج المعتمدة من قِبل اللجنة الوطنية لمكافحة التدخين، تتضمن ما يلي:

1- صورة معبرة عن أضرار التدخين.

2- عبارة تحذيرية «التدخين ومنتجات التبغ سبب رئيس لأمراض وسرطان الفم والرئة والقلب والشرايين»

3- عبارة «يمنع بيع منتجات التبغ لمن تقل أعمارهم عن 18 سنة»

4- وضع لوحة إرشادية في مكان بارز تتضمن أرقام الاتصال بالجهات ذات العلاقة

المتطلبات المكانية لمحلات بيع التبغ

ـ أن يكون النشاط ضمن المباني التجارية أو مباني الاستخدام المختلط

ـ أن يكون النشاط على الشوارع التجارية

ـ تكون محلات بيع منتجات التبغ بالجملة في المواقع المخصصة للمستودعات