وقد غيّر هذا الاكتشاف التصورات السائدة عن تاريخ الصيد البشري، إذ كان يُعتقد أن تقنية الصيد عن بُعد ظهرت أولًا في إفريقيا خلال العصر الحجري الوسيط (70–80 ألف عام مضت)، ولم تُعرف في أوراسيا إلا في العصر الحجري المتأخر. لكن أثبتت الأدلة الجديدة أن الإنسان القديم في آسيا الوسطى طوّر هذه التقنية في وقت أسبق بكثير.
وكشف كهف «أوبي-رحمات»، الذي يمتد تاريخه الأثري من 40 إلى 80 ألف عام، عن طبقات سميكة تحتوي على آثار حضارات متعددة. كما عثرت البعثة في طبقاته السفلى على رقائق حجرية مثلثة صغيرة بطول نحو 3 سنتيمترات، وظهرت عليها علامات تآكل تؤكد استخدامها كرؤوس لسهام الصيد.
وأشارت ليديا زوتكينا، عالمة الآثار في المعهد، إلى أن أشكال القطع وأحجامها تؤكدان وظيفتها كأدوات صيد متطورة. وأكد الخبراء أن هذه النتائج تعيد ترتيب الجدول الزمني لاستخدام القوس والسهام خارج إفريقيا، وتطرح تساؤلات جديدة بعد العثور في الكهف نفسه على بقايا بشرية تحمل سمات مشتركة بين النياندرتال والإنسان الحديث القديم.