حوّل المواطن عبدالرحمن الشلاحي المطيري جزءًا من منزله في حي الكدرة بمحافظة الدرب شمال جازان إلى متحف بحري متكامل يعرض مئات القطع من الشعب المرجانية النادرة وأدوات البحر التراثية، إضافة إلى واحدة من أكبر الشعب المرجانية المكتشفة في البحر الأحمر، بوزن يصل إلى 50 كيلوجرامًا.

ويعد هذا المتحف الأول من نوعه في محافظة الدرب، بعدما صمّم المطيري ديكوراته بالكامل بجهوده الشخصية، مستفيدًا من تخصصه في هندسة الديكورات وتفوقه المهني في المعهد الصناعي، إلى جانب خبرته الممتدة في الغوص واستكشاف الأعماق.


المتحف البحري

خلال زيارة ميدانية لـ«الوطن» إلى المتحف، شرح مالكه عبدالرحمن الشلاحي المطيري قصة التأسيس والبدايات، مبينًا أنه يعمل في المعهد الثانوي الصناعي بأبها – قسم النجارة وهندسة الديكورات، ويقضي جزءًا من وقته بين أبها والدرب. ويقول:

«الغوص بالنسبة لي أكثر من هواية، هو ارتباط بالمكان والبحر منذ سنوات طويلة. جمعت القطع واحدة تلو الأخرى خلال رحلات غوص متعددة على امتداد البحر الأحمر، من جزر فرسان وحتى حقل، واستغرق تجهيز المتحف عامين من العمل المتواصل».

ويشير المطيري إلى أن جميع الديكورات الداخلية، بما فيها الإضاءات، أماكن العرض، التشكيلات الخشبية، ووحدات العرض، نُفذت بجهد شخصي كامل دون الاستعانة بأي فني أو عامل خارجي.

تفعيل وتطوير

تقول منال العلي، المشرفة الإعلامية على المتحف، إن المتحف ثمرة جهد ذاتي خالص، وإن القطع المعروضة تم جمعها مباشرة من الأعماق دون تمويل أو دعم خارجي. وتضيف أن المتحف يقدم للزوّار مأكولات شعبية وضيافة تراثية، مع خطة لفتحه للجمهور بشكل موسع، وتنظيم جولات تعريفية يقدّم فيها المطيري شرحًا تفصيليًا عن كل قطعة ومصدرها وقيمتها البحرية. ووصفت زيارة «الوطن» بأنها خطوة مهمة لإبراز التجربة إعلاميًا، مؤكدة أن دعم المبادرات الفردية يسهم في تحويلها إلى مشروعات ثقافية قائمة تخدم المنطقة وتستقطب الزوار.

جمع الشعب غير النشطة

يؤكد المطيري أنه يلتزم بمعايير بيئية صارمة أثناء جمع الشعب المرجانية، حيث تُنتقى فقط القطع الميتة أو غير النشطة دون المساس بالحياة البحرية أو الإضرار بالشعاب الحية. كما يتضمن المتحف جانبًا لإعادة تدوير المخلفات البحرية التي يتم جمعها أثناء الغوص — مثل البلاستيك والعبوات — بهدف تنظيف الشواطئ وتحويل النفايات إلى عناصر عرض ذات قيمة ثقافية وبصرية. ويضم المتحف إضافًة إلى الشعب المرجانية النادرة، مجسم سفينة شحن، عظام حوت، بدلات غوص، قواقع لؤلؤ، وشعباً مخيخية، في تشكيل بصري يستعرض ما تخفيه الأعماق، ويتيح للزائر رؤية اقتراب مباشر مع عالم البحر الأحمر. كما شارك المطيري خلال السنوات الماضية في فعاليات قافلة الصيف مع الجهات الحكومية والخاصة في منطقة عسير لتعريف المجتمع بقيمة التنوع البحري.