وبيّن استطلاع جديد أجرته شركة «تولونا» أن المتسوّقين السعوديين تفاعلوا مع الجمعة البيضاء بشكل كبير، مدفوعين بتحفيز التخفيضات العميقة، والثقة بالعلامات والمتاجر، والاستعداد للإنفاق عندما تتوافر الظروف المناسبة.
ولم ينتظر معظم المتسوّقين أسبوع التخفيضات لبدء التحرّك، بل أكد 7% منهم أنهم بدؤوا البحث أو تحديد المنتجات المستهدفة قبل أسبوع من الجمعة البيضاء، بينما بدأ 25% قبل ذلك بفترة تتراوح بين أسبوعين و4 أسابيع، وذلك في استعداد منظَّم أكثر منه عشوائي؛ حيث راقب 68% أسعار المنتجات التي تهمّهم، لمعرفة التخفيضات الحقيقية عند بدء العروض. كما تابع 60% حسابات المتاجر وصفحات العروض على وسائل التواصل الاجتماعي لرصد الإعلانات المبكرة والتشويقيات.
الأدوات الرقمية أدت أيضًا دورًا محوريًا؛ حيث بنى 48% من المستهلكين قوائم رغبات أو استخدام خاصية «الحفظ لوقت لاحق» داخل تطبيقات التسوّق، فيما زار 48% آخرون – وخصوصًا من الفئات العمرية الأكبر – المتاجر مسبقًا لرؤية المنتجات على أرض الواقع قبل اتخاذ قرار الشراء.
ورغم كل هذا الإعداد المسبق، احتفظت التخفيضات الكبيرة بقدرة على تغيير قواعد اللعبة؛ إذ أكد 65% من المتسوّقين في السعودية أن التخفيضات العميقة التي تتجاوز 70% دفعتهم إلى القيام بمشتريات غير مخطَّط لها.
قائمة محفزات
لا تحفز التخفيضات وحدها المتسوقين، فهناك 38% قالوا إن الشحن المجاني شجّعهم على إضافة منتجات، و37% أشاروا إلى العروض السريعة، بينما تأثر 31% بتوصيات الأصدقاء والعائلة. كما حظيت الإصدارات المحدودة بأهمية لدى أكثر من 20% من المتسوقين، وقال قرابة 30% إن معاينة المنتج مسبقًا في المتجر رجّحت كفة شرائه خلال عروض الجمعة البيضاء.
قنوات الشراء
%77 من المستهلكين السعوديين تسوّقوا عبر الإنترنت مع توصيل للمنازل، بينما خطّط نصفهم تقريبًا لزيارة المتاجر الفعلية كجزء من رحلة تسوّقهم في هذه المناسبة. كما جمع متسوّقون بين القناتين؛ حيث تصفّحوا واشتروا من المنزل، ثم توجّهوا إلى المتاجر لإجراء بعض المشتريات المحدّدة، أو لإجراء «الفحص الأخير»، أو لتجربة المنتجات التي يرغبون في رؤيتها أو لمسها مباشرة.
وعن اكتشاف العروض، قال 52% إنهم عادةً يجدون التخفيضات ويبحثون عن المنتجات عبر منصات التواصل الاجتماعي، فيما استخدم 45% تطبيقات ومواقع المتاجر نفسها، و30% زاروا مواقع تجميع العروض، بينما اعتمد 38% على توصيات الأصدقاء والعائلة، و27% على زيارة المتجر على أرض الواقع.
سقف الإنفاق
أشار 53% من المتسوّقين إلى أنهم حدّدوا سقفًا للإنفاق في الجمعة البيضاء، لكنهم أبدوا استعدادا لتجاوزه عند الضرورة، فيما وضع 38% سقفًا للإنفاق وحاولوا الالتزام به.
عمليًا، وسع كثيرون سقف الانفاق قليلًا؛ فقال 47% إنهم عادةً يتجاوزون الميزانية المحدّدة بنسبة تقارب 20% فقط. في حين يقرّ 15% بأنهم يتخطّون الميزانية بشكل كبير، بينما نجح 28% في البقاء ضمن السقف.
مشتريات ثمينة
تصدرت الهواتف المشتريات ذات القيمة العالية، حيث أشار 36% من المتسوّقين إلى أن الهاتف أغلى مشترياتهم في هذه الجمعة البيضاء. فيما خطط 15% لشراء حاسوب محمول أو مكتبي، و15% لشراء المجوهرات.
في المحصلة، بدا متسوّقو الجمعة البيضاء في السعودية متحمسون ومطلعون ولديهم إستراتيجيتهم، حيث بحثوا باكرا عن طلباتهم وقارنوها عبر القنوات المختلفة، وكانت النساء أكثر تخطيطًا بواقع 84% من النساء يؤجّلن الشراء عمدًا إلى الجمعة البيضاء، مقابل 74% من الرجال.
على مستوى الأعمار تصدر الشباب المتسوقين في التخطيط والتفاعل حيث كان 78% من المتسوّقين بين 18 و30 عامًا ينتظرون الجمعة البيضاء عمدًا، و60% منهم يشترون مباشرة عبر منصات التواصل الاجتماعي.