سليمان العيدي

عشق التراث والتصميم مهنة يتطلبها الفكر الحديث الذي انطلق مع رؤية المملكة الطامحة إلى مستقبل يحدد جيلاً متفاعلاً، نشأ مع طموحات وطن عزيز يربط الماضي بالحاضر، وصولاً إلى المستقبل. جاءت فكرة تطوير الدرعية في عقلية القيادة التي يتجذر في روحها الإبداع والتطور المذهل، عبر مسارات متنوعة، وفق صدور التوجهات الملكية باعتماد المراحل التطويرية. ويأتي في مقدمتها البرنامج التراثي الطموح في تأهيل وتطوير الدرعية التاريخية، جوهرة المملكة، الرمز الذي يذكر بميثاق الدرعية الشهير، والذي ظل شامخاً عبر عصور الدولة السعودية المباركة، لتكون هذه المرحلة جاذبة سياحياً وثقافياً وتعليمياً وترفيهياً، إذ هي أرض الملوك والأبطال، التي تحتضن حي الطريف التاريخي الذي نفتخر بإدراجه ضمن قائمة المواقع التاريخية التراثية العالمية بمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اليونسكو. ويقفز إلى الواجهة عندما نتحدث عن الدرعية أو جوهرة المملكة بوابة الدرعية التي تحتل مساحة تقدر بـ7 كم، وهو جزء من مشروع عملاق يحوي المتاحف السياحية والترفيهية والفنادق والمتاحف والمتاجر والمطاعم والمقاهي، والإطلالات الجميلة، والممرات المطلة على وادي حنيفة. أضف إلى ذلك المعالم الثقافية التي ستكون بارزة لكل سائح وزائر للميادين الفسيحة.

كيف وكلنا يدرك الاهتمام بالعمارة النجدية السعودية الأصيلة وواحة البجيري الشهيرة التي جذبت السواح والمرتادين خلال المهرجانات العالمية التي شهدتها الدرعية منذ أعوام. وعندما نقلب تاريخ الدرعية يتبادر إلى الذهن الدور البطولي للأسرة السعودية وحكامها ورجالاتها، الذين عاشوا نكهة الأصالة، لتأتي الرؤية الجديدة 2030 بأن تكون واجهة سعودية للعالم الذي ينظر إلى المملكة من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب بتقاليدنا وثقافتنا وعز تأريخنا المجيد. لقد أكد هذا سيدي ولي العهد في أكثر من مناسبة عندما يتحدث العالم عن تاريخ ورجالات المملكة، يراهن أن هذا الوطن العريق بأصالته والناهض بإنسانه، كفيل بأن يقف بالمملكة شامخةً أمام العالم، عطاءً وتنمية وإنساناً. إن مشاريع بوابة الدرعية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين بحضور سيدي ولي العهد، حفظهما الله، ستكون منارة سياحية عالمية، تركز على الثقافة والأصالة في تراثنا والخصائص التي تمتاز بها بيئة الدرعية، حيث ستجعل الإنسان السعودي مفتخراً بقيادته التي راهنت على التفوق في المجالات كافة، لتكون رافداً اقتصادياً من مساهمات القطاعات غير النفطية في الاقتصاد الوطني، ودعم السياحة وبرامج الترفيه.

إننا ننتظر بقية المراحل التطويرية بحب وشوق لما ستكون عليه جوهرة المملكة، بفضل الله، ثم دعم القيادة، حفظها الله، للعطاء التنموي الذي تفوقنا فيه، ولله الحمد. شكراً لك وطني وتحياتي للدرعية الجديدة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. ولأن حدث هذا في الدرعية، فإن الرياض أيضاً ستشهد نقلة عملاقة في مشاريعها التطويرية وميادينها المتنوعة، لتكون عاصمة تجمع بين الأصالة والمعاصرة، وقل عن ذلك في مناطق المملكة كلها ومحافظاتها مثل: مكة المكرمة والمدينة المنورة والعلا ونيوم والقديه وعسير، والتي حرص سيدي ولي العهد على نقلها إلى مصاف التحديث والتطوير، لتكون من أفضل المدن العالمية، والرفع بمستوى النهضة الوطنية، حيث تحولت إلى هيئات ملكية يرأسها سيدي سمو ولي العهد، حفظه الله، لتمضي مشاريعها كما خطط لها وفق توجهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله.