إبراهيم مطاعن قصادي

يسعى وطننا الغالي في خطى حثيثة ومستمرة لتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والتي وصفها سيدي صاحب السمو الملكي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، برؤية الحاضر للمستقبل، وستكون بعون الله، أداة لتحقيق الرخاء والاستثمار الأمثل للطاقات والمواهب التي يزخر بها وطننا المعطاء.

أحد برامج تحقيق الرؤية استند إلى تنمية الموارد البشرية بالمملكة من خلال تحسين مخرجات منظومة التعليم والتدريب في جميع المراحل منذ ما يزيد على العام، وتم الإعلان عن نظام الجامعات والذي يهدف إلى تجويد العملية الأكاديمية وتحفيز الجامعات لتنمية الموارد المالية الذاتية، وكذلك تطوير الأداء الأكاديمي لأعضاء هيئة التدريس.

يعتبر عضو هيئة التدريس من أهم مكونات منظومة التعليم بالجامعات؛ لذلك لم تبخل حكومة بلدنا الغالي على تمكين أعضاء هيئة التدريس بالجامعات من إكمال الدراسات العليا من خلال الابتعاث أو الإيفاد إلى مؤسسات التعليم العالي سواء محليًا أو في الدول المتقدمة.. أسهم ذلك في تنمية مهارات أعضاء هيئة التدريس السعوديين التدريسية، والبحثية، والابتكارية في كافة المجالات، حيث تمكن تجربة الابتعاث عضو هيئة التدريس من صقل المعرفة واكتساب المهارات والقدرات ذات التأهيل العالي، والمساهمة في نقل أحدث ما توصل إليه العلم إلى الطلبة، والمشاركة الفعالة في أنشطة الجامعة وخدمة المجتمع. لعل أحد الأمور التي قد تؤثر في الأداء الأكاديمي في الجامعات، خصوصًا لدى أعضاء هيئة التدريس العائدين حديثًا من الابتعاث، هو ضعف الاطلاع على الواجبات المنوطة بالأكاديمي من التحضير الجيد للمواد العلمية، والتعرف على أساليب التدريس والتقويم المناسبة، وكتابة التقارير ذات العلاقة بسير العملية الأكاديمية، والإرشاد الأكاديمي والمهني للطلبة، وكذلك قلة معرفة بعض أعضاء هيئة التدريس بالمهام الإدارية المنوطة بهم يؤدي إلى تباين في فعالية مشاركة أعضاء هيئة التدريس في أعمال المجالس المختصة واللجان المختلفة سواء على مستوى الأقسام والكليات أو الجامعة، هذا الضعف يؤدي بدوره إلى انصراف بعض الأكاديميين إلى الانشغال بأعمال غير أكاديمية قد لا تكون من صميم عمله الأكاديمي، لكنها قد تكون ذو علاقة بتخصصه.

في المحصلة يؤدي هذا الضعف في الأداء الأكاديمي لعضو هيئة التدريس إلى عدم تحقيق الاستثمار الأمثل للكفاءات الأكاديمية، والتي تنعكس على جودة التجربة التعليمية للطلبة وتحسين المخرجات.

أحد أبرز ملامح نظام الجامعات الحديث هو اعتماد مبدأ مؤشرات الأداء عند تقييم الأداء في الجامعات، وهذا المبدأ متناسق مع الإطار العام لحوكمة تحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030، والذي يستند إلى وضع مبادرات واضحة مبنية على برامج وآليات تنفيذ محددة، من هذا المنطلق ينبغي العمل على أن تكون تهيئة أعضاء هيئة التدريس الجدد مبنية على التوعية بأهمية تحقيق مؤشرات الأداء ذات العلاقة بالعملية الأكاديمية، وهذا بدوره سيؤدي إلى تحسين التجربة التعليمية للطلبة على المراحل المختلفة، وكذلك تحسين مخرجات الجامعة على مختلف الأصعدة.