تبرعت فتاة سعودية بخلاياها الجذعية لمواطن أميركي كان يصارع الموت في أحد المستشفيات، بعد أن تطابقت أنسجتها مع أنسجته عبر إجراء طبي وتنسيقي إثر تسلم برنامج المتبرعين بالخلايا الجذعية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض طلبا من البرنامج الوطني الأميركي للمتبرعين بالخلايا الجذعية في إطار البحث عن متبرعين مطابقين عبر السجلات العالمية.

حالة الطلب

ذكر رئيس برنامج المتبرعين بالخلايا الجذعية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض الدكتور فراس الفريح، أن حالة طلب الخلايا الجذعية للمواطن الأميركي استغرقت نحو شهرين بدءا من التواصل مع المتبرعة، التي سجلت في البرنامج في وقت سابق، ثم إجراء الفحوصات السريرية والمخبرية للتأكد من سلامتها وملاءمتها للتبرع مرورا بإرسال عينات دم للمستشفى الأميركي قبل الشروع في عملية تجميع الخلايا الجذعية التي استغرقت نحو 30 دقيقة جرى خلالها تجميع 1000 ملل من المتبرعة. وأضاف أن الخلايا الجذعية عادة ما تعطى للمصابين بأمراض سرطان الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، وفشل نخاع العظم كعلاج لهذه الأمراض بعد استنفاد الخيارات العلاجية الأخرى.

التعاون الدولي

أكد الفريح أن البرنامج الوطني الأميركي للمتبرعين بالخلايا الجذعية أرسل ممثلين عنه للرياض لنقل الخلايا الجذعية للمستشفى الأميركي بمجرد الانتهاء من تجميعها من الفتاة السعودية ومن ثم زرعت للمريض هناك، لافتا إلى أن اللوائح التنظيمية تشدد على عدم إفشاء بيانات المتبرع الشخصية قبل مضي عامين، لافتا إلى أهمية التعاون الدولي في تبادل الخلايا الجذعية، مشيرا إلى استفادة 24 مريضا سعوديا زرعت لهم خلايا جذعية من متبرعين من خارج المملكة بفضل التعاون الدولي عبر الشبكة العالمية لسجلات المتبرعين بالخلايا الجذعية.

تعاون سابق

أوضح المشرف العام التنفيذي للمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ماجد الفياض، أن برنامج المتبرعين بالخلايا الجذعية في المستشفى أتاح مطلع 2019 مشاركة بياناته مع السجلات العالمية، مشيرا إلى أن عدد المنضمين له بلغ 71 ألفا من المواطنين والمقيمين، مفيدا أن البرنامج تلقى خلال الفترة الماضية مخاطبات رسمية من مراكز عالمية متخصصة في زراعة الخلايا الجذعية في الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا وأسبانيا وإيطاليا تفيد بحاجة تلك المراكز لخلايا جذعية. ولفت الفياض إلى أن أول تعاون للمستشفى مع البرنامج الوطني الأميركي للمتبرعين بالخلايا الجذعية، والذي يبلغ عدد المسجلين فيه نحو 10 ملايين شخص، يعود إلى عام 2005 عندما تبرعت مواطنة أميركية بخلاياها الجذعية لشاب سعودي يعاني من سرطان الدم كان منوما في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض.