ما سبق مجرد مثال على مراقبة الدولة للتغيرات المجتمعية، ومن ثم رصدها ومعالجتها، وليست دعوى للاقتداء ببريطانيا في مثل هذه العادات، فنحن مسلمون لدينا محرماتنا على كل حال.
السعودية الجديدة أيضاً يجب أن تراجع الأنظمة بما يوافق ديننا وأخلاقنا، خاصة قيم الإسلام العادلة التي تصون كرامة المرأة وسعادتها، ولنا مواقف عدة في تاريخ السلف الصالح تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الأنظمة تتغير مع تغير المجتمعات، خاصة التغير المؤثر على وضع المرأة، وإلا لما جعل الحنبلي الأول العرف قاعدة أصولية يعتمد عليها في التشريع، ولم يجعل الفقهاء الحكم متغيرة والعلل ثابتة.
إننا بحاجة أن نعي أولاً أن ذلك لا يشكل صداما مع الإسلام بل هو تجنب لتعطيل مرونة تشريعه وقدرة فقهه على الصلاح لكل زمان ومكان، والمرأة اليوم تعاني بسبب تغير المجتمع وثبات الأنظمة في مكانها على اعتبارات لم يعد لها وجود واقعي.
ثمة تعاسة حقيقية تعيشها فتيات يمتن كل يوم مرتين بسبب الأنظمة الثابتة، فتيات ذكيات لم يكن لديهن مطلقا والد غادة المطيري، لكن لا شك أن لديهن دولة اسمها السعودية الجديدة، وهي الوالد الحقيقي للجميع، وهي التي تعول عليها السعوديات للانتصار لسعادتهن عبر مراجعة كل نظام ما زال صامدا والسعودية تتغير.