ليست ذات القَدْر والتي تجمع على أقدار، بل تجمع على ما يجمع فيه مقادير ومكونات الأكل لتحضير الطبخة، ويقال في الأثر: يا جارنا هل انتهيت من قدر ضغطنا، ويأتي في المشهد الاجتماعي بإناء من المعدن، ويكون مصنوعا بطرق متعددة على حسب الاستخدام، (كيف الطريقة لإيصال هذه المعلومة الصعبة؟)، المقصود هو معركة قامت من أجل القِدر، القِدر، القِدر وليس غيره.

من لم يفهم المقصود، فقد انتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لرجلين يتعاركان من بين مئات المعارك على الحبات الأخيرة من القدور المعروضة في أحد محلات الأواني الذي قام بإنزال أسعارها إلى مبلغ 10 ريالات، ولأن هذا التاجر قام بإنزال سعر القِدْر الذي يجمع على قدور (إناء الطعام)، والرجال فيما بينهم، أنزلوا فيما بينهم من القدر الذي يجمع على أقدار (أقدار الرجال).

أصبح المقال ملخبطا ومعقدا كما كانت ساحة ذلك المحل الذي تعارك الرجال فيما بينهم لأجل توفير حفنة من الريالات، وإن كان العذر هو الحاجة الماسة إلى ذلك الإناء بهذا السعر، فليس هناك حاجة في الدنيا تجعلك أهميتها تنسى أنك إنسان، ويجعل النسيان قلبك أشد قساوة من هذا الإناء الذي تعلقت به أكثر من أخيك الإنسان.

وإن كانت تلك المعركة لأن شهر رمضان على الأبواب، فهذا العذر الذي هو أقبح من ذنبه، فكيف لرمضان الذي تنتظره أصقاع الأرض ومغاربها من العام إلى العام، أن يستقبل بهذه القساوة، وكيف لكريم أن يستقبل بهذا الهروب من آداب الإسلام الطاهرة، التي أسست على (إسلام المسلمين من اللسان واليد).

بالفعل إنه لا يلام من وضع إناء الطعام بهذا السعر، ووضع سعر سهم دانة غاز، ومكينة سنجر وغيرها، لأنه يثق بأن هذه المغريات ستجد من يتخرفن عندها (نزول الإنسان من مستوى التكريم الذي أكرمه الله به، ويصبح كالخروف يتبع غرائزه فقط)، وبدلا من خوض معركة ضد الجهل والتعصب، نتجمع كل رمضان ونعد العدة لـ(معركة ذات القدر).

نظرة للسماء: من يؤمن بالقَدَر لن ينسى ما أكرمه الله به من قَدْر، لأجل القِدْر أو ما على شاكلته.