إذا كان هناك شخصيات إدارية أحادية مرت على تاريخ نادي الاتحاد فإنّ نواف بن ناصر المقيرن يأتي في طليعة الرجال الذين يقفون في الناصية، حيث بنى شخصية مختلفة في قالب العمل، مستمداً سياسته من خبراته كرجل أعمال نجحَ على أرض الواقع من خلال مدرسة والده رحمه الله، الذي يعد أحد أبرز رجال الأعمال في مدينة الرياض، ومن الطبيعي أن تظهر ملامح المد والفكر الجديد وهو يقود دفة العمل، المقيرن عندما ظهر فجأة في المشهد الاتحادي أو بالأحرى في الوسط الرياضي كان العامل الأكبر خلف تقلده هذا المنصب الحب الذي يتجسد في مشاعره، كيف لا وهو نشأ في بيئة تتقاسم عشقَ فريقي العاصمة الهلال والنصر، غير أنه تنصل من ذلك واختار العميد، وهنا يتأكد الحب الذي جاء بالاختيار وليس بالتبعية، وعندما قبل المهمة الصعبة وضع الخطوط العريضة للمستقبل، وجلب أفضل الأسماء الإدارية والفنية والعناصرية، غير أنه اصطدم بحاجز وهمي لم يكن في الحسبان، حيث وقف الحظ معانداً للعميد في العديد من المواجهات التي خاضها، ولم ينصف الجمالية التي كان يرسمها «العالمي»، ورغم الخطر المحدق الذي أحاط بعميد الأندية إلا أن الجميع كان على ثقة بنهوضه؛ لأن قائده المحنك أسسه على أرضية صلبة.

المقيرن العاشق يذكرنا بالراحل أحمد مسعود الذي مات وقلبه مهموم بالظروف التي تحيط بالنادي، وكادت أن تهوي به لمزالق خطرة غير أن وقفة ملهم الشباب وقائد المرحلة الأمير محمد بن سلمان أنقذت العميد من الخطر المحدق إلى جانب أندية أخرى، وقد يكون ناديا الاتحاد والنصر الأكثر استفادةً من الدعم خلال فترة تسديد الديون الحرجة في مراحلها النهائية، ويقيني لو كان الشاب نواف والراحل أحمد مسعود جنباً إلى جنب في قالب العمل لربما وصل العميد لمجدٍ لم يسبق أن مر عليه؛ لأن تلك الأرواح مُحبة بصدق وهدفها النهوض بالفريق بعيداً عن أي اعتبارات أخرى. المقيرن بعد تنحيه عن منصب الرئاسة كان الشريان المتدفق الذي يغذي عشقه، ويعطي بسخاء ولم يلتفت لمن يقود المرحلة حتى لو جُير النجاح لشخصية أخرى فهذه الاعتبارات لا تهمه.

من يملك قامة بحجم الشاب نواف فإن مستقبل ناديه سيبقى في خانة الأمان، وبإمكان العميد سلخ الظروف التي يمر بها وتحديداً وضعية الأجانب التي لاحت مؤخراً في الأجواء الاتحادية وقد تؤثر على مستقبله إذا عُولجت بالمهدئات الوقتية التي ستعيده حتماً للمربع القديم.