سبق أن كتبت أن اختيار أحمد العيسى لهيئة تقويم التعليم هو أجرأ وأفضل قرار صدر في التعليم في الآونة الأخيرة، وربما يساويه اختيار الاقتصادي الإداري حمد آل الشيخ وزيرا للتعليم.

الرجلان يملكان كثيرا لتحقيق رؤية 2030 التي تتمثل في مخرجات تعليم، أو كما يسميها وزير التعليم نواتج تعليم قادرة على قيادة اقتصاد المملكة نحو المكانة التي يستحق، لكنك لا تستطيع أن تحصل على نواتج تعليم جيدة من ناحية المهارات والسلوك وأنت لم تقم بعملية تقييم وتقويم متكاملة تخبرك أين أنت بالضبط.

ولو تصورنا إصلاح التعليم (reforming) طائرا يحلق نحو المستقبل، فإن جناحيه هما التقويم، ومن يراجع تقرير (The Organisation for Economic Co-operation and Development (OECD عن التعليم السعودي الصادر قبل أسابيع قليلة ماضية يلاحظ دور تقويم التعليم في إصلاحه، وبالمناسبة تمنيت لو قام الأكاديميون والباحثون بمراجعته، خاصة كليات التربية والوزارة والهيئة، حتى نستفيد من هذه الجهود العالمية التي نطمح إلى رؤية التعليم لتنفيذ توصياتها.

ومن أهم توصياتها إجراء الاختبارات الوطنية وإعلان نتائجها حتى لو كانت صادمة، وهذا ما فعلته الهيئة بعد زمن من إجراء هذه الاختبارات ظننا فيه أنها لن تظهر أبدا -أعني النتائج- ثم ردّت الوزارة الجديدة بقيادة آل الشيخ أنها كانت تتوقع هذه النتائج لأنها ترى أن الإصلاح الماضي لم يلمس العمق، والعمق في رؤية آل الشيخ نواتج التعلم التي تعني طلابا بمهارات تمكنهم من قيادة اقتصاد بلادهم مستقبلا.

على كل حال المشهد التعليمي الذي شهد هذا الحراك الرائع بين المؤسستين وما تضمنه من قرارات وبيانات ومؤتمرات صحفية يدفعنا جميعا للتفاؤل، وبعيدا عن الردود السطحية التي شنها بعض المتفرجين تعليقا على هذا الحراك.

ما يحدث في رأيي -كباحثة في إدارة الأداء التعليمي- أن الطائر تحرك، وعلينا ربط الأحزمة استعدادا للانطلاق.