لفاطمة الزهراء -عليها السلام- عبارة لطالما استوقفتني تقول فيها «خير للمرأة ألا ترى الرجال وألا يرونها»، تبدو لي كتحذير مبطّن للنساء مما قد تجره عليهن رؤية الرجال، أو بمعنى آخر اختلاطهن بهم.

أستطيع بعد 7 سنوات في الغرب -وفي ميدان مختلط- القول إن الأذى موجود لسبب بسيط، أن لدى النساء والرجال طبيعتين مختلفتين، أبسط المواقف يفضحهما، مثل أن غالب النساء يهتممن بالتفاصيل، بينما غالب الرجال بالعموم، ولو حضرت نقاشا في موضوع ستلمس الفرق، وربما سمعت ضحكات الرجال المكتومة، أو همهماتهم الغاضبة والمندهشة «لماذا هذا الأمر مهم؟، لماذا تحشر أنفها في شيء غير ملزم؟».

بل يصل الأمر عند العمل في غرفة واحدة، أن النساء يتبرّمن من أصوات الرجال العالية، ومن عدم اهتمامهم بنظافة المكان، وغير ذلك من تصرفات الرجال التي تنظر إليها المرأة أنها أفعال صبيانية.

وغالبا، كل ذلك ينتج عنه خلاف داخل المكان، غالبا يكون الرجال فيه قاسون حتى دون أن يقصدوا، لأنهم مع بعضهم معتادون على التصرف بعنف، فمن العادي أن يمزح بالإشارة إلى شكل زميل له، وغالبا سيأخذها الزميل كدعابة، لكن النساء لا يمكن أن يأخذن ذلك كدعابة، وسيتألمن بشدة -غالبا- عند أي ملاحظة تتعلق بمظهرها أو سنّها مثلا.

في الحقيقة، إنك لو راجعت الأنظمة الغربية، تجد أنهم كانوا واعين جدا لما يجره الاختلاط على النساء، فوضعوا القوانين التي تحكم علاقتهم داخل العمل، والجامعات وغيرها، بل إنه أصبح لديهم عرف اجتماعي، يلزم الطرفين بوضع حدود بينهما عند العمل في المكان نفسه، تجعل الرجل في حذر بالغ عند تعامله مع زميلته.

فهناك قوانين تحدد عقوبات من يتلفظ أو يشير -ولو عرضا- لأمر يتعلق بالجنسانية، وهناك قوانين تتعلق بالارتباط العاطفي، كما أن الناس اعتادوا على أن الشخص المتزوج خط أحمر، لا تجوز استمالته عاطفيا، وهذا موجود في الدستور الأميركي.

على كل حال، نحتاج إلى الكثير لنؤطره ونحدده فيما يتعلق باختلاط النساء بالرجال، الآن وليس غدا، حماية لابنتي وابنتك وأبنائنا أيضا.

هدوء نسبي

[email protected]