(1)

لا يمكن لبغداد أن تُنادى بغير رشيدها، ولا يمكن للقاهرة أن تُدعى بدون معزها، وكذلك الرياض، لا يُمكن للتاريخ أن يؤرخها بعيداً عن سلمانها.

‏اسأل أي بدوي عاش على أطراف قرى نجد وبواديها عن مجلس سلمان المتربع في وسط قصر الحكم في الرياض. اسأل أي تنموي عاصر التنمية من بداياتها المتواضعة إلى أن وصلنا إلى ما وصلنا عن مناقشات الحاكم الإداري سلمان الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة لتاريخ وواقع وحاضر العاصمة والإقليم والدولة. اسأل أي مثقف وأديب عن مجالس ولقاءات الفكر والثقافة في قصره المشيد على ضفاف وادي حنيفة.

(2)

تمر علينا اليوم ذكرى البيعة الخامسة لمليكنا سلمان، وهي ذكرى لا يمكنها المرور دون أن تقترن بالكلمات الدلالية التي تصب كلها في خانة الشجاعة كصفة نهائية ومصب أخير (حزم، عزم، تغيير، تمكين، محاسبة، شفافية) وغيرها من الكلمات والصفات العليا للخلق الإنساني الأسمى والأرفع.

(3)

خمس سنوات من البناء والعمل والجهود الجبارة، خمس سنوات والتغيير هو الصفة الثابتة في يوميات هذا الوطن العظيم.

صناعات عظيمة يكتبها هذا العهد الميمون في الشمال، وجنوبٌ تمركز كلّه ووقف على قدميه ليحاول أن يسّرع الخطى لإشراقة فجر عظيم لجيراننا من الشعب اليمني المكلوم، وهناك في الغرب تسكن أعظم المقدسات في هذا العالم، ومن خلفها ومن أمامها بدأ المسلمون في قطف ثمار الجهود الجبارة التي بذلتها جهود السنوات الخمس الماضية في تسهيل نسكهم الدينية، وفي الطرف الآخر وعلى ساحلنا الشرقي بدأت شمس التاريخ الإنساني بالارتفاع مع التغييرات التي تقودها قيادتنا في تاريخ أهم طاقة على مستوى العالم، ومع كل تحرك نتحركه يتحرك معنا العالم إما يميناً أو يساراً.

و«هنا» في وسط الرياض يجتمع العالم في أهم موسم ترفيهي على مستوى الشرق الأوسط، هنا نكتب تاريخاً جديداً يقوم على السعادة والإيجابية والإخاء بين كل البشر وبين كل الديانات والمعتقدات.

(4)

هل تحرُكنا محصور في الداخل فقط؟ لا، السعوديون في السنوات الخمس الماضية وارتكازاً على ما بنوه من خبرات ومعارف خلال العقود الماضية، انطلقوا في كل البلدان العربية والعالمية ليساهموا في صناعة الحضارة الإنسانية والاقتصادية والسياسية وغيرها.

أكتب هذا المقال وأنا أشاهد الأخبار والصور التي يتم فيها تسليم وزير خارجيتنا أهم ملف اقتصادي على مستوى العالم، وأقرأ تقارير لصحف عربية تتحدث عن أسطورة الفصل السيامي في مستشفى الحرس الوطني في الرياض.

(5)

ومع كل نجاح عالمي نحصده في محفل من محافل العالم، ومع كل تفوق إنساني نتوصل إليه في علم من العلوم الإنسانية، ومع كل استقرار عربي نصنعه ونهيئه في وطن من أوطاننا العربية، يخرج لنا أعداء لا يستطيعون الصبر على كتم عداوتهم أمام طوفان النجاحات التي تخرج مع كل قفزة عظيمة يقفزها عهد ملكنا العظيم في الحياة الإنسانية للبشرية كلها. يقول الأمير بدر بن عبدالمحسن بعد إحدى الهجمات الإعلامية الفاشلة:

تبي سلمان؟

ناظر في السما كانك تبي سلمان

تخيب يديك ما طلته ولا طالوه أسلافك