(1)

ما معنى التغيير؟

ماذا يعني لك أن تتغير؟

ماذا تعني لك التغييرات التي تحيط بك؟

كيف تفسر علاقتك مع كل تلك التغييرات؟ وكيف تصنع في امتدادك أو انحسارك مع هذا التغيير أو ذاك؟

(2)

هل فكرت في نوع التغييرات التي تنتابك من حين لآخر؟ هل تستوعب أن المزاجات التي تستولي على عقلك الصغير، ثم تحوّله إلى سلوك سيئ أو جيّد مع الآخرين من حولك، هي مجرد انعكاسات لتغيير طارئ ينتابك؟، هل فكرت يوما في أن علاقاتك وصداقاتك قد تتغير بمجرد تغير موقعك ووظيفتك؟، هل استوعبت يوما ما الدوافع التي تحرك الآخرين ليتعاملوا معك؟ ثم بدأت في تحييد بعضها وفي تعزيز بعضها الآخر؟، هل فكرت يوما لماذا يحلّ في حياتك أصدقاء جدد بدل أصدقائك القدامى؟، هل هذا تغيير؟ ولكن من الذي تغير. أنت، أم أصدقاؤك القدامى، أم هم الأصدقاء الجدد؟.

بماذا دائما تقابل تلك التغييرات؟ هل أحببتها؟ هل تسايرت معها؟ أم أن الصدام والصراع كانا هما محصلتك النهائية؟ وهنا يجب أن تتساءل: هل صراعاتك السابقة أضفت على حياتك نوعا من التغيير؟، وهل هو إيجابي أم سلبي؟.

(3)

عزيزي: هل تدرك أنك تتغير كل يوم؟ وهل تدرك أن المجتمع يتغير أيضا كل يوم؟

(4)

هل يجب عليك دائما أن تتغير؟ هل يمكنك أن تحافظ على هدوئك وسط العواصف الحياتية العاتية؟ أم إنك مجبر على مسايرة تلك العواصف والخروج بأقل الخسائر الممكنة، مع ما يصاحبها من تبدلات مؤلمة في شخصيتك وشخصية من هم حولك؟

(5)

في الإطار الأعلى، هل فعلا ما يحدث حاليا في المجتمع هو تغير حقيقي؟ هل تساءلت يوما ما حول هذه التغييرات السريعة؟ هل مجتمعك لديه القابلية في سرعة التغيير وهذا مما يعتبر ميزة له؟ أم إن سرعته في التغيير علامة على عدم وجود هوية راسخة لديه؟

هل فكرت أن التغيّر الذي يحدث في مَن حولك في عدد من السنوات القليلة هو مجرد تغيير سطحي ولا يمس العمق الداخلي، ومع أي موجة ستحدث مستقبلا، فإنه من الطبيعي أن يتغير كل ما قد تغير مسبقا؟

هل تستوعب أن التغييرات في بيئاتك المحيطة بك، هي ضرورة من ضرورات الحياة، وأنك تعتقد أنك لم تتغير، بينما أنت تغيرت كثيرا عن شخصيتك العام الماضي وقبل الماضي؟

(6)

هل كل تغيير يحيط بك يوجب عليك أن تتماشى وتتعايش معه؟ هل فكرت في أن بعض التغييرات التي تعمل على ترسيخها في إطار صورتك الخارجية، هي في الأساس قد تكسرك وتنهي حضورك المتميز؟

هل سألت نفسك: أن التغيير في أفكارك هو بمثابة الشيء الذي سيعيبك ويشوه صورتك أمام الآخرين؟ أم إن هذه خرافة غير صحيحة وصادقة؟ هل تغييرك لنمط حياتك ومعيشتك سيضع بالضرورة صورتك الخارجية وكأنها نقاط ضعف؟ أو أنها نقاط قوة ولكنك خائف على بعض مكتسباتك الحالية؟

هل التغيير الذي يطال المبادئ والقيم أمر جيد؟ أم إننا فقط نكتفي بالتغييرات التي تعمل على تبديل المواقف والتصورات؟

عزيزي: هل تساءلت من قبل فعلا حول مبادئك؟ هل هي في الحقيقة مبادئ أصيلة أم إنها فقط مواقف اصطبغت بمظاهر قيمية خارجية؟

(7)

عزيزي المتسائل: هل فكرت يوما ما كيف تتساءل وتتجاوب بشكل عميق مع كل التغيرات التي تصطحبك في حياتك؟