كل برنامج إلكتروني أو حتى تنظيمي يحتاج إلى التغذية الراجعة من جميع من يستفيد منه أو يشغله، و«سفير2» ليس بمعزل عن ذلك. وكما سمعنا، واجه الجميع مشكلات معه، مما يستوجب التعامل معها بجدية لإصلاحها، حتى لو تطلب الأمر زيادة أعداد الموظفين بشكل مؤقت في الملحقيات، وفتح خطوط ساخنة مع الطلاب لتلقي معاملاتهم عبر الهاتف والإيميل، مع مضاعفة ساعات العمل.

كنت في ملحقية لندن في الأيام الأولى لتشغيل سفير2، كغيري من المبتعثين الذين ارتبكت أمورهم مع تعطيل سفير1، ووجدت أن كثيرا من الموفدين السعوديين استشعروا أهمية التحرك والتعامل مع معاملات الطلاب يدويّا.

وأقولها صراحةً، كان كثير منهم -وللمرة الأولى أشاهد ذلك- يقفون في الكاونتر الخاص بكل دور، يستقبلون المعاملات يدويّا، ويوقّعون.

وفي الحقيقة، أنجزت معاملتين بهذه الطريقة، أعني بطباعة المعاملة والصعود إلى الموظف وأخذ المعاملة لآخر، وهكذا.

وفي كل هذه المراحل كنت أسمع تذمّرا من البرنامج من بعضهم، مع أن أي برنامج في بدايته يحدث له ما حدث لسفير2.

بعضهم يقول، إن البرنامج ابتدأ في وقت خطأ، وفي الحقيقة بدأ بعد بداية «التيرم»، وتقريبا انتهى غالب الضمانات المالية للسنة الدراسية، وهي الأهم في عمليات سفير لكل الطلاب، بل إنها من الممكن أن تتم بشكل يدوي، وهذا ما شاهدته في الملحقية حتى تنتهي مشكلات البرنامج بتدارك أخطائه.

لذا، دعوني أطرح أسئلة تستحق أن تراجع إجاباتها الوزارة: هل ما يحدث الآن لهذا البرنامج ليس بسبب عدم كفاءته، ولكن لتصريحات الوزارة بشأنه. خاصة إعلانها تقليص أعداد العاملين في الملحقيات بتطبيقه، وبالتالي الوظائف التي أرهقت ميزانية الوزارة والدولة، إننا أمام أشخاص سيحرمون من وظائفهم بسبب برنامج يقومون هم الآن بتشغيله، لذا يتم تطبيقه بروح مناوئة له ورافضة وجوده؟

أعتقد أن الوزارة يجب أن تتخذ موقفا حازما مما يحدث، وتؤكد أن قرارها في تطبيق البرنامج لا تراجع فيه، وأن على الجميع الصبر حتى تنتهي مشكلاته، وأن يبذل الموفدون والمشرفون العرب طاقتهم لخدمة الطلاب بكل طريقة ممكنة، حتى لو تمت الاستعانة بموظفين مؤقتين إلى أن تحل مشكلات البرنامج.