فيما انكر عدد من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي حدوث حالات تحرش في إحدى المناسبات العامة، صرح المتحدث الإعلامي لشرطة الرياض أن شرطة المنطقة ضبطت تسع نساء ارتكبن مخالفات خادشة للحياء تمس لائحة الذوق العام، كما ألقت الجهات الأمنية القبض على 24 متهما بالتحرش.

وكانت الجهات المعنية بدأت التحري والبحث والاستدلال على المتورطين بعد تداول فيديوهات توثق تحرشهم، حيث حددت هويتهم وألقت القبض وأوقفتهم واتخذت بحقهم الإجراءات النظامية، لتنفيذ العقوبات المقررة في نظام مكافحة التحرش.

فئة ضعيفة

بينما تعد حالات التحرش أمرا طبيعيا في كل المجتمعات والمجتمع السعودي ليس استثناء من ذلك، إلا أنها وفقا للمتابعين لا تزال محدودة ولا ترقى لأن تكون ظاهرة، كما أن الدولة سنت تنظيمات وقوانين صارمة للضرب بيد من حديد تجاه أي تجاوزات من هذا النوع.

في هذا الإطار، أكد المعالج النفسي السلوكي الدكتور عبدالله الحريري لـ»الوطن»: «أن الفئة التي تصدر منها تصرفات خادشة للحياء، تعاني من ضعف في السلوك التوكيدي وهو الإيمان بحقوق الآخر، ولذلك تصدر منهم سلوكيات عدوانية على شكل إيذاء أو تحرش لفظي أو غيره».

الثقافة الحقوقية

أوضح الحريري «أنه لا بد من نشر الثقافة الحقوقية لاحترام حقوق الآخرين، ويكون هناك جمعيات أو متطوعون يقومون بتعزيز السلوك التوكيدي لكلا الجنسين وتدريب الأشخاص ضعيفي السلوك على مهارات التواصل ومهارات تأكيد الذات والإيمان بحقوق الآخر». وأضاف: «رغم ما شهدناه من انتشار لمقاطع التحرش، فإن غالبية حضور الفعاليات يكونون منضبطين، مما يعني أن الأمر ليس ظاهرة منتشرة، إنما سلوكيات فردية لا تعبر عن المجتمع السعودي المحافظ».

وبين أنه لا بد من مراعاة أن بعض من يقدمون على هذا التصرفات غير الأخلاقية ربما تكون لديهم اضطرابات في الشخصية، وهي ليست أمراضا نفسية أو عقلية بل أنماطا وسمات في الشخصية قد تكون نشأت من ظروف غير صحية يتعرض لها الشخص في بيئته، وقد يكون هؤلاء قد تعرضوا لسلوكيات مشابهة في طفولتهم.

مهام المنظمين

فيما أكد متابعون أنه ينبغي على من يحضر أي مناسبة عامة أن يأخذ في الاعتبار أن أي خطأ يصدر منه سيجعله عرضة للمساءلة والعقوبة، مبينين أن المملكة دولة قانون ومؤسسات والحفاظ على أمن وسلامة المجتمع يأتي ضمن أولوياتها، وقال الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء محمد القبيبان لـ»الوطن»، إن «أي فعالية تكون لها جهة منظمة ولديها أفراد يقومون بالتنظيم وهم بمثابة رجال الأمن، وفي حال حدث تصرف غير طبيعي أو خادش للذوق العام، فهم مسؤولون عن ذلك، ولا بد على الجهة المنظمة أن تعطي الصلاحيات لعناصرها المعنيين بالحماية والسلامة لإيقاف أي شخص تصدر منه هذه الإساءات حتى لو كان المسيئ امرأة».

التخطيط المسبق

اشتكى كثيرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي من وجود تخطيط مسبق لبعض المخالفين، حيث تتفق مجموعات شبابية على الظهور بالأماكن العامة لمضايقة الأشخاص، وعلق المحامي نواف النباتي على ذلك «إن التخطيط المسبق للتواجد في مكان ما لممارسة المخالفات، يتم القبض عليهم من الشرطة وإحالتهم للنيابة، وبدورها تحقق النيابة معهم وفي حال ثبت ذلك، تحيلهم للمحكمة العامة لإيقاع عقوبات تعزيرية في حقهم، ويتولى القاضي تحديد هذه العقوبات».

توعية الشباب والفتيات

أهاب المستشار الأسري والتربوي أحمد النجار لـ»الوطن» بمؤسسات الإعلام، والمؤسسات الدينية والتربوية والمجتمعية بين القطاع الخاص والحكومي، وذلك لإقامة دورات ومحاضرات ونشر الملصقات، تشدد على ضرورة الالتزام بالسلوك والاحترام في الأماكن العامة. وبين أن هناك ممن يقبض عليهم ولا ينفع معهم إلا الإجراءات الجزائية كالعقوبة ولا بد من أن تكون هناك عقوبات صارمة ومعلنة، بحيث يعلم بها الجميع حتى يتعظ من تسول له نفسه قبل الإقدام على مثل هذه السلوكيات، كما تجب المتابعة بعد العقوبة، حيث يبدأ المختصون بتعديل سلوك المُعاقب وتقويم سلوكه نحو الأفضل.

عقوبات التحرش وفقا للنظام

-5 أعوام سجنا و300 ألف ريال الحد الأعلى للغرامة

-الحد الأدنى من العقوبة السجن لمدة عام وغرامة 150 ألف ريال

المادة 7 من لوائح وأنظمة مكافحة التحرش

-معاقبة كل من حرض غيره أو اتفق معه أو ساعده بأي صورة كانت

-معاقبة كل من شرع في جريمة تحرش بما لا يتجاوز نصف الحد الأعلى للعقوبة

-معاقبة كل من قدم بلاغا كيديا بالعقوبة المقررة للجريمة