فيما يعد الصمت الاختياري اضطراب قلق يمنع الطفل من النطق في أوضاع اجتماعية معينة، منها الحصص الدراسية والأماكن العامة، غير أنه يكون قادرا على التحدث بحرية أمام أفراد عائلته عندما لا يكون هناك أحد آخر يسمعه سواهم. أكد المستشار الاجتماعي والأسري الدكتور أحمد النجار لـ»الوطن»، أن الصمت الاختياري حالة يلجأ لها الشخص لضعف ملكة التعبير لديه، وهي حالة خطيرة جدا لا يجب الاستهانة بها، حيث تعتبر حالة مرضية بامتياز، ولا بد من مراجعة استشاري نفسي لمعرفة طرق علاجها والتعامل معها.

التحرك السريع

أضاف النجار أنه في بداية الأمر لا بد من التحرك السريع من قبل الأسرة في محاولة حل المشكلة. وعرض الحالة على طبيب لتأكد من سلامتها من الأمراض العضوية التي قد تكون سببا في الدخول في حالة الصمت. وبعد التأكد لا بد من التوجه لاستشاري نفسي للبدء في العلاج.

أساليب خطأ

أكد النجار أن بعض الحالات لا تستجيب للعلاج نتيجة لتصرف المعالج النفسي الخطأ واستعمال أساليب لا تنفع الحالة بأي شكل من الأشكال، أو تجاهل الأسرة للحالة وعدم عرضها على استشاري واعتقادهم بأن لهم المقدرة على علاجها وحدهم. مما يزيد تفاقم الحالة وعدم تحسنها أبدا. ولا بد من تأكد الأسرة أنه في حين وجود الصمت، فلن يذهب سببه أبدا.

مسميات أخرى

قالت استشارية الطب النفسي الدكتورة منى الوصاف لـ»الوطن»: يتكون الصمت الاختياري عند الحالة المصابة به في عدم مخاطبته الآخرين لفظيا ليس بسبب عضوي ولا يعد خرسا عضويا، وإنما بسبب نفسي يسمى بالخرس الاختياري.

أماكن الظهور

أضافت أن الخوف الشديد والقلق والتوتر لدى الأطفال ناتج عن الصمت الاختياري، ويظهر بشكل خاص في المدرسة، مما يؤدي إلى عدم قدرة الطفل على النجاح نتيجة عدم التجاوب. وتعد أول خطوة للعلاج رفض التعامل مع الحالة بأسلوب العقاب. أكدت أنه يتم العلاج عن طريق اللعب أو الرسم مع الطفل. والاستماع للغة جسده وفهم ما يريد وما يشعر به.

صمت الطفل

أشار النجار إلى أنه في كثير من الحالات التي يدخل فيها الطفل في الصمت الاختياري تكون ناتجة عن صدمة تعرض لها ربما تكون تحرشا أو غيرها وتعرض من قبل الشخص للتهديد إن أبلغ أحدا بالقتل أو التعذيب أو قتل أحد الوالدين، وحينها يدخل الطفل في هذه الحالة لعدم مقدرته عن الكلام. وفي حالات أخرى تكون نتيجة لاكتئاب شديد يمر به الطفل. كما أكد أنه من الممكن أن يدخل الطفل في مثل هذه الحالات في حال انشغال الأم عنه بالحمل أو الوظيفة والشعور النفسي أنه مهمل.

كبار السن

بالنسبة لكبار السن أبانت الصواف، أنه يتم الدخول في حالة الصمت الاختياري عند بلوغ مراحل الزهايمر الأخيرة أو نتيجة للتعرض للجلطة في مراكز الكلام ويعد الصمت هنا بسبب عضوي. أما في حالة عدم رغبته في الكلام نتيجة للتعرض لاكتئاب شديد فيعتبر سببا غير عضوي.

أعراض الصمت الاختياري

التعرض للتحرش والتهديد من قبل الشخص إن أبلغ أحدا بالقتل أو التعذيب أو قتل أحد الوالدين

الخجل والقلق الاجتماعي والانعزال الاجتماعي والانسحاب

الصعوبة في المحافظة على التواصل البصري

عدم القدرة على التعبير وعدم الابتسام

التحسس من الأماكن الصاخبة والمزدحمة

الحركات المحرجة والجامدة

الميل للقلق بكثرة مقارنة بالأشخاص الآخرين ممن هم في نفس العمر

حب الروتين وكره التغيير