تجذب أكثر من 126 ألف مقهى السعوديين في جميع المناطق، وتعد متنفسا لكثيرين، إضافة لكونها من معدِلات المزاج لدى الآلاف من محبي القهوة. وفي إحصائية حديثة حصلت عليها «الوطن» من وزارة التجارة، تبين أن إجمالي السجلات التجارية القائمة لنشاط المقاهي هو (126.497) سجلا تجاريا، وتصدرت منطقة الرياض قائمة المناطق في إصدار تلك السجلات بواقع (42.082) سجلا، تلتها منطقة مكة المكرمة (30.271)، ثم المنطقة الشرقية (18.386). وأشارت الوزارة إلى أنه قد يكون للسجل التجاري الواحد أكثر من فرع في النشاط ذاته، وفي المنطقة ذاتها.

ازدياد أعداد المقاهي

حول ازدياد عدد المقاهي في المملكة وخروج كثير منها من الإطار التقليدي الذي كان يعتمد على تقديم القهوة والشاي ومشاهدة المباريات فقط، التقت «الوطن» من خلال جولة ميدانية، ببعض الشباب الذين أكدوا أن المقهى في الثقافة السعودية بدأ يتغير مفهومه بشكل سريع خصوصا خلال الأعوام الأخيرة، فلم يعد فقط مكانا يتجمع فيه الأصدقاء فحسب، بل تطور ليصبح مكانا لأداء الأعمال وغيرها من الأنشطة الأخرى. في هذا الصدد، تواصلت «الوطن» مع نائب المدير العام لأحد مقاهي جدة أيمن شيواي، الذي قال إن المقاهي عادة تستقطب جميع الفئات العمرية، مشيرا إلى ارتفاع ذائقة الجيل في الآونة الأخيرة في اختيار القهوة.

وأضاف «الأجيال الحالية أصبحت متذوقة للقهوة بشكل كبير، ولم تعد قوائم القهوة تقتصر على الأنواع المعروفة (الكابتشينو أو اللاتيه فقط)، بل أصبحت تضم أنواعا أخرى مثل «الكورتادو، والفلات وايت»، وأغلب من يطلب هذين النوعين هم فئة الشباب، أما الفئة التي تجاوزت الـ40 عاما، فلا يزالون يطلبون الطلبات المعتادة مثل الكابتشينو واللاتيه وغيرها من أنواع القهوة الكلاسيكية».

أنواع المقاهي

أكد شيواي وجود تطورات في الأسباب التي تجعل الشخص يتوجه للمقهى، فقديما كان التوجه للمقهى لاحتساء القهوة أو الشاي أو لتدخين الشيشة بعكس الآن، حيث نجد أن المقاهي أصبحت متنوعة حتى في جوّها العام، وكذلك فإن المقهى أصبح في السنوات الأخيرة مكانا مناسبا لإنجاز الأعمال أو عقد اجتماعات عمل أو مذاكرة الدروس. وتابع «توجد مقاهٍ عائلية تستقطب العائلات في المجمل، يقيمون فيها احتفالات بسيطة لعدد من المناسبات كحفلات التخرج مثلا، أو احتفالات يوم الميلاد وهكذا». وأوضح شيواي أن المقاهي التي تتواجد في المولات تستقطب في الفترة الصباحية كبار السن.

أقسام لغير المدخنين

أشار شيواي إلى أن من أهم أسباب نجاح المقاهي هو وجود الشيشة أو المعسل، في حين أن بعض المقاهي تراعي مسألة رغبة البعض في عدم وجود الشيشة وتضع أقساما لغير المدخنين. وأضاف: أصبحت المقاهي تبتكر أفضل الأفكار التي تتناسب مع رغبات الزبائن، وتقدم أفضل جودة وخدمة وهذا بسبب زيادة افتتاح المقاهي وزيادة التنافس بينها، حيث تجد في الشارع الواحد أكثر من مقهى.

النساء أكثر إنفاقا

حول الفئة الأكثر ارتيادا للمقاهي، أوضح شيواي أن بيئة المقهى وخدماته هي التي تحدد الفئة التي تأتي إليه، لكن بشكل عام فإن السيدات ينفقن أكثر من الرجال، ولا يقمن بالتركيز على القهوة فحسب، إنما يفضلن تناول طبق من الحلوى مع القهوة، سواء كان مقهى عاما أو مقهى مختصا بالقهوة، بعكس الرجال الذين يكتفون بالقهوة غالبا.

وقال «نستطيع القول إن مقاهي القهوة المختصة متوازنة من حيث فئة المرتادين مع ميل الرجال أكثر إليها والمقاهي التي تضم الحلويات والمأكولات تميل إليها السيدات أكثر».

مقاهٍ مبتكرة

رصدت «الوطن» في جولتها الميدانية عددا من مقاهي جدة، وهي تتنافس في ابتكار الديكورات والأفكار فنجد مقاه ركزت على الجانب الثقافي والأدبي، وقامت بتوفير مكتبة مصغرة تضم كتبا بلغات مختلفة كي تستقطب فئات جديدة مثل الأدباء والكتاب ومحبي القراءة، كما رصدت مقاه اعتمدت على الديكورات الجذابة وغير التقليدية مع أجواء هادئة نسبيا، كما يوجد حاليا توجه لبعض مقاهي جدة في استهداف فئة الأطفال، وأيضا نجد مقاه أولت الترفيه جانبا من اهتمامها نجدها وفرت ألعابا مثل ألعاب المسابقات أو الألعاب الذهنية كالشطرنج. كما رصدت «الوطن» في جولتها زيادة الإقبال على المقاهي التي ارتفع فيها سقف الجودة من حيث الطعم والمذاق، مما يؤكد الزيادة في الوعي في ثقافة القهوة بين الشباب من الجنسين.

إحصائية المقاهي في المملكة

126,497

إجمالي السجلات التجارية لنشاط المقاهي

42.082

منها في الرياض

30.271

في مكة المكرمة

18.386

في المنطقة الشرقية

أفكار المقاهي المبتكرة حاليا

مكتبات تضم كتبا بعدة لغات

الديكورات الجذابة مع الأجواء والموسيقى الهادئة

مقاهٍ تستهدف فئة الأطفال

مقاهٍ توفر المسابقات أو الألعاب الذهنية كالشطرنج

افتتاح أقسام خاصة لغير المدخنين في مقاهي الشيشة